خير البرية أنت كلّهم
في يومك الغادي و في أمس
و كذاك لن تنفكّ خيرهم
تمسي و تصبح فوق ما تمسي
للّه ما هارون من ملك
برّ السريرة طاهر النفس
ملك عليه لربّه نعم
تزداد جدّتها على اللّبس
تحكي خلافته ببهجتها
أنق السرور صبيحة العرس [1]
من عترة طابت أرومتهم
أهل العفاف و منتهى القدس [2]
نطق إذا احتضرت مجالسهم
و عن السفاهة و الخناخرس
إني إليك لجأت من هرب
قد كان شرّدني و من لبس [3]
/ و اخترت حكمك لا أجاوزه
حتى أوسّد في ثرى رمسي [4]
لما استخرت اللّه في مهل
يمّمت نحوك رحلة العنس [5]
كم قد قطعت إليك مدّرعا
ليلا بهيم اللّون كالنّقس [6]
إن هاجني من هاجس جزع
كان التوكّل عنده ترسي
ما ذاك إلا أنني رجل
أصبو إلى بقر من الإنس
بقر أوانس لا قرون لها
نجل العيون نواعم لعس [7]
ردع العبير على ترائبها
يقبلن بالترحيب و الخلس [8]
و أشاهد الفتيان بينهم
صفراء عند المزج كالورس [9]
للماء في حافاتها حبب
نظم كرقم صحائف الفرس [10]
و اللّه يعلم في بقيته
ما إن أضعت إقامة الخمس [11]
[1] الأنق: الفرح و السرور.
[2] عترة الرجل: نسله و رهطه الأدنون. و في «أمالي المرتضى» «من عصبة». و الأرومة و تضم: الأصل.
[3] اللبس: الالتباس و الاشتباه.
[4] الرمس: القبر، و الثرى: التراب.
[5] العنس: الناقة الصلبة.
[6] في س «كم قطعت». و ادّرع: لبس الدرع، و المعنى: لابسا الليل كأنه درع. و البهيم: الأسود. و النقس: المداد.
[7] نجل: جمع، نجلاء وصف من النجل بالتحريك، و هو سعة العين. لعس جمع لعساء: وصف من اللعس، و هو سواد يعلو شفة المرأة البيضاء؛ و قيل: هو سواد في حمرة.
[8] العبير: أخلاط من الطيب. و الردع: أثر الطيب في الجسد. و الترائب: ما ولى الترقوتين، واحدتها تريبة. الخلس: النظر خلسة.
و في «أمالي المرتضى» «يقتلن بالتطويل و الحبس».
[9] الورس: صبغ أصفر، و في «أمالي المرتضى»:
و أجاذب الفتيان بينهم
صهباء مثل مجاجة الورس
[10] الحبب: النفاخات و الفقاقيع الّتي تطفو فوق الخمر كأنها القوارير.
[11] بقية اللّه: طاعته و انتظار ثوابه. و في «أمالي المرتضى» «في بريته».