responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 14  صفحه : 309

فقال له الوليد: كذبت يا أحول يا مشئوم، لسنا كذلك، و لكنّا كما قال الآخر:

إذا مقرم منّا ذرا حدّ نابه‌

تخمّط فينا ناب آخر مقرم [1]

هو و عبدة بن الطبيب‌

أخبرني حبيب بن نصر المهلّبي قال حدّثنا عبد اللّه بن أبي سعد قال حدّثنا عليّ بن الصبّاح عن ابن الكلبيّ عن أبيه قال:

كان بين قيس بن عاصم و عبدة بن الطّبيب لحاء، فهجره قيس بن عاصم، ثم حمل عبدة دما في قومه، فخرج يسأل فيما تحمّله، فجمع إبلا، و مرّ به قيس بن عاصم و هو يسأل في تمام الدّية، فقال: فيم يسأل عبدة؟ فأخبر؛ فساق إليه الدية كاملة/ من ماله، و قال: قولوا له ليستمتع [2] بما صار إليه، و ليسق هذه/ إلى القوم. فقال عبدة:

أما و اللّه لو لا أن يكون صلحي إيّاه بعقب هذا الفعل عارا عليّ لصالحته، و لكني أنصرف إلى قومي ثم أعود فأصالحه. و مضى بالإبل ثم عاد، فوجد قيسا قد مات، فوقف على قبره و أنشأ يقول:

عليك سلام اللّه قيس بن عاصم‌

و رحمته ما شاء أن يترحّما

الأبيات.

سبب تحريمه الخمر على نفسه‌

أخبرني محمّد بن مزيد بن أبي الأزهر قال حدّثنا حمّاد بن إسحاق عن أبيه قال ذكر عاصم بن الحدثان و هشام بن الكلبيّ عن أشياخهما:

أنّ قيس بن عاصم المنقريّ سكر من الخمر ليلة قبل أن يسلم، فغمز عكنة [3] ابنته- أو قال أخته- فهربت منه. فلمّا صحا منها، فقيل له: أ و ما علمت ما صنعت البارحة؟ قال: لا. فأخبروه بصنعه، فحرّم الخمر على نفسه، و قال في ذلك:

وجدت الخمر جامحة و فيها

خصال تفضح الرّجل الكريما

فلا و الله أشربها حياتي‌

و لا أدعو لها أبدا نديما

و لا أعطي بها ثمنا حياتي‌

و لا أشفى بها أبدا سقيما

فإنّ الخمر تفضح شاربيها

و تجشمهم بها أمرا عظيما [4]

إذا دارت حميّاها تعلّت‌

طوالع تسفه الرّجل الحليما [5]


[1] البيت لأوس بن حجر ( «اللسان» مادة خمط، و قرم). و مقرم: سيد، و هو في الأصل: البعير المكرم الّذي لا يحمل عليه و لا يذلل و لكن يكون للفحلة و الضراب؛ سمي به السيد الرئيس من الرجال تشبيها بالمقرم من الإبل لعظم شأنه و كرمه عندهم. و ذرا نابه ذروا: انكسر حدّه أو سقط و وقع. و التخمط: الأخذ و القهر بغلبة. أراد: إذا هلك منا سيد خلفه آخر. و في ب، س «تحمط» و هو تصحيف.

[2] في الأصول «ليستنفع» و هو تحريف.

[3] العكنة: ما انطوى و تثنى من لحم البطن سمنا.

[4] جشم (كسمع) الأمر و تشجمه: تكلفه على مشقة، و أجشمه إياه.

[5] حمياها: سورتها و شدتها و إسكارها. تعلى: علا في مهلة.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 14  صفحه : 309
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست