responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 14  صفحه : 308

حدّثنا أحمد بن الهيثم بن عديّ قال:

/ جمع قيس بن عاصم ولده حين حضرته الوفاة و قال: يا بنيّ، إذا متّ فسوّدوا كباركم، و لا تسوّدوا صغاركم فيسفّه الناس كباركم. و عليكم بإصلاح المال فإنّه منبهة للكريم، و يستغنى به عن اللئيم. و إذا متّ فادفنوني في ثيابي الّتي كنت أصلّي فيها و أصوم. و إياكم و المسألة فإنّها آخر [1] مكاسب العبد؛ و إنّ امرأ لم يسأل إلّا ترك مكسبه. و إذا دفنتموني فأخفوا قبري عن هذا الحيّ من بكر بن وائل؛ فقد كان بيننا خماشات [2] في الجاهليّة. ثم جمع ثمانين سهما فربطها بوتر، ثم قال: اكسروها فلم يستطيعوا، ثم قال: فرّقوا. ففرّقوا، فقال: اكسروها سهما سهما، فكسروها. فقال: هكذا أنتم في الاجتماع و في الفرقة. ثم قال:

إنما المجد ما بنى والد الصّد

ق و أحيا فعاله المولود

و تمام الفضل الشجاعة و الحل

م إذا زانه عفاف وجود

و ثلاثون يا بنيّ إذا ما

جمعتهم في النائبات العهود

كثلاثين من قداح إذا ما

شدّها للزمان قدح شديد

لم تكسّر و إن تفرّقت الأس

هم أودى بجمعها التبديد

و ذوو الحلم و الأكابر أولى‌

أن يرى منكم لهم تسويد

و عليكم حفظ الأصاغر حتّى‌

يبلغ الحنث الأصغر المجهود [3]

رثاء عبدة بن الطبيب له‌

ثم مات؛ فقال عبدة بن الطّبيب يرثيه:

عليك سلام اللّه قيس بن عاصم‌

و رحمته ما شاء أن يترحّما

تحيّة من أوليته منك نعمة

إذا زار عن شحط بلادك سلّما

فما كان قيس هلكه هلك واحد

و لكنّه بنيان قوم تهدّما

تمثل هشام بن عبد الملك ببيت من أبيات عبدة في رثائه‌

أخبرني عبيد اللّه بن محمّد الرازيّ قال: حدّثنا أحمد بن الحارث عن المدائني قال:

لمّا مات عبد الملك بن مروان اجتمع ولده حوله، فبكى هشام حتى اختلفت [4] أضلاعه، ثم قال: رحمك اللّه يا أمير المؤمنين! فأنت و اللّه كما قال عبدة بن الطبيب:

و ما كان قيس هلكه هلك واحد

و لكنه بنيان قوم تهدّما


[1] جاء في «الكامل» للمبرد «أخر بقصر الهمزة لا غير، و من رواه بالمد أخطأ. و معنى أخر: أدنى و أرذل». و جاء في «لسان العرب»:

«و في الحديث: المسألة أخر كسب المرء، أي أرذله و أدناه. و يروى بالمد؛ أي إن السؤال آخر ما يكتسب به المرء عند العجز عن الكسب».

[2] خماشات: جراحات و جنايات.

[3] بلغ الغلام الحنث: أي الإدراك و البلوغ، أي بلغ مبلغ الرجال و جرى عليه القلم فكتب عليه الحنث (أي المعصية و الإثم) و الطاعة.

[4] اختلفت: اضطربت.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 14  صفحه : 308
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست