/ جمع
قيس بن عاصم ولده حين حضرته الوفاة و قال: يا بنيّ، إذا متّ فسوّدوا كباركم، و لا
تسوّدوا صغاركم فيسفّه الناس كباركم. و عليكم بإصلاح المال فإنّه منبهة للكريم، و
يستغنى به عن اللئيم. و إذا متّ فادفنوني في ثيابي الّتي كنت أصلّي فيها و أصوم. و
إياكم و المسألة فإنّها آخر [1] مكاسب العبد؛ و إنّ امرأ لم يسأل إلّا ترك مكسبه.
و إذا دفنتموني فأخفوا قبري عن هذا الحيّ من بكر بن وائل؛ فقد كان بيننا خماشات
[2] في الجاهليّة. ثم جمع ثمانين سهما فربطها بوتر، ثم قال: اكسروها فلم يستطيعوا،
ثم قال: فرّقوا. ففرّقوا، فقال: اكسروها سهما سهما، فكسروها. فقال: هكذا أنتم في
الاجتماع و في الفرقة. ثم قال:
تمثل هشام بن عبد الملك
ببيت من أبيات عبدة في رثائه
أخبرني عبيد اللّه بن
محمّد الرازيّ قال: حدّثنا أحمد بن الحارث عن المدائني قال:
لمّا مات عبد الملك بن
مروان اجتمع ولده حوله، فبكى هشام حتى اختلفت [4] أضلاعه، ثم قال: رحمك اللّه يا
أمير المؤمنين! فأنت و اللّه كما قال عبدة بن الطبيب:
و ما كان قيس هلكه
هلك واحد
و لكنه بنيان قوم تهدّما
[1]
جاء في «الكامل» للمبرد «أخر بقصر الهمزة لا غير، و من رواه بالمد أخطأ. و معنى
أخر: أدنى و أرذل». و جاء في «لسان العرب»:
«و في الحديث: المسألة أخر كسب المرء، أي أرذله و
أدناه. و يروى بالمد؛ أي إن السؤال آخر ما يكتسب به المرء عند العجز عن الكسب».