responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 14  صفحه : 310

/ أخبرني محمّد بن مزيد عن حمّاد بن إسحاق عن أبيه عن عاصم بن الحدثان قال:

قال الزّبرقان: إنّ تاجرا ديافيّا [1] مرّ بحمل خمر على قيس بن عاصم فنزل به، فقال قيس: اصبحني قدحا؛ ففعل.

ثم قال له: زدني، فقال له: أنا رجل تاجر طالب ربح و خير، و لا أستطيع أن أسقيك بغير ثمن. فقام إليه قيس فربطه إلى دوحة في داره حتى أصبح، فكلّمته أخته في أمره، فلطمها و خمش وجهها- و زعموا أنّه أرادها على نفسها- و جعل يقول:

و تاجر فاجر جاء الإله به‌

كأنّ لحيته أذناب أجمال‌

فلما أصبح قال: من فعل هذا بضيفي؟ قالت له أخته: الّذي صنع هذا بوجهي، أنت و اللّه صنعته، و أخبرته بما فعل. فأعطى اللّه عهدا ألا يشرب الخمر أبدا. فهو أوّل عربيّ حرّمها على نفسه في الجاهليّة، و هو الّذي يقول:

فو الله لا أحسو يد الدّهر خمرة

و لا شربة تزري بذي اللّبّ و الفخر [2]

فكيف أذوق الخمر و الخمر لم تزل‌

بصاحبها حتى تكسّع في الغدر [3]

و صارت به الأمثال تضرب بعد ما

يكون عميد القوم في السّرّ و الجهر

و يبدرهم في كلّ أمر ينوبهم‌

و يعصمهم ما نابهم حادث الدّهر

فيا شارب الصّهباء دعها لأهلها ال

غواة و سلّم للحسيم من الأمر

فإنّك لا تدري إذا ما شربتها

و أكثرت منها ما تريش و ما تبري [4]

قصته مع امرأته و قد فارقته لإسلامه‌

أخبرني محمّد بن خلف بن المرزبان قال حدّثني أحمد بن منصور قال أخبرني أبو جعفر المباركيّ قال أخبرني المدائني عن مسلمة بن محارب قال:

قال الأحنف بن قيس: ذكرت بلاغة النساء عند زياد، فحدّثته أنّ قيس بن عاصم أسلم و عنده امرأة من بني حنيفة، فأبى/ أهلها و أبوها أن يسلموا و خافوا إسلامها، فاجتمعوا إليها و أقسموا إنّها إن أسلمت لم يكونوا معها في شي‌ء ما بقيت. فطالبت قيسا بالفرقة، ففارقها، فلما احتملت لتلحق بأهلها قال لها قيس: أما و اللّه لقد صحبتني سارّة، و لقد فارقتني غير عارّة [5]، لا صحبتك مملولة، و لا أخلاقك مذمومة، و لو لا ما اخترت ما فرّق بيننا إلّا الموت، و لكنّ أمر اللّه و رسوله صلّى اللّه عليه و سلّم أحقّ أن يطاع. فقالت له: أنبئت بحسبك و فضلك، و أنت و اللّه إن كنت للدّائم المحبة، الكثير المودّة، القليل اللائمة، المعجب الخلوة، البعيد النّبوة. و لتعلمنّ أنّي لا أسكن بعدك إلى زوج.

فقال قيس: ما فارقت نفسي شيئا قطّ فتبعته كما تبعتها.

كان يكنى أبا عليّ‌

أخبرني محمّد بن خلف بن المرزبان قال حدّثنا أحمد بن الهيثم بن فراس قال حدّثني أبو فراس قال:


[1] ديافي: نسبة إلى دياف، و هي قرية بالشام و أهلها نبط الشام، تنسب إليها الإبل و السيوف، و إذا عرّضوا برجل أنه نبطي نسبوه إليها.

[2] يد الدهر: مدّ زمانه. و في الأصول «بذا الدهر» و هو تحريف.

[3] تكسع في ضلاله: تمادى، كتسكع.

[4] راش السهم يريشه: ألزق عليه الريش. و قولهم: فلان لا يريش و لا يبري، أي لا يضر و لا ينفع.

[5] عرّه بمكروه: أصابه به، و عرّه: ساءه.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 14  صفحه : 310
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست