responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 14  صفحه : 307

قال: و أغار قيس بن عاصم أيضا على اللهازم، فتبعه بنو كعب بن سعد بالنّباج و ثيتل [1]، فتخوّف أن يكره أصحابه لقاء بكر بن وائل، و قد كان يتناجون [2] في ذلك، فقام ليلا فشقّ مزادهم [3]، لئلا يجدوا بدّا من لقاء العدوّ، فلما فعل ذلك أذعنوا بلقائهم و صبروا له، فأغار عليهم، فكان أشهر يوم يوم ثيتل لبني سعد، و ظفر قيس بما شاء، و ملا يديه من أموالهم و غنائمهم. و في ذلك يقول ابنه عليّ [4] بن قيس بن عاصم:

/

أنا ابن الّذي شقّ المزاد و قد رأى‌

بثيتل أحياء اللّهازم حضّرا

فصبّحهم بالجيش قيس بن عاصم‌

و كان إذا ما أورد الأمر أصدرا [5]

قتاله عبد القيس‌

قال: و أغار قيس أيضا ببني سعد على عبد القيس، و كان رئيس بني سعد يومئذ سنان بن خالد، و ذلك بأرض البحرين، فأصابوا ما أرادوا، و احتالت عبد القيس في أن يفعل ببني تميم كما فعل بهم بالمشقّر [6] حين أغلق عليهم بابه فامتنعوا، فقال في ذلك سوّار بن حيان:

فيا لك من أيّام صدق أعدّها

كيوم جؤاثى و النّباج و ثيتلا [7]

كان رئيس بني سعد يوم الكلاب الثاني‌

قال: و كان قيس بن عاصم رئيس بني سعد يوم الكلاب [8] الثاني، فوقع بينه و بين الأهتم اختلاف في أمر عبد يغوث بن وقّاص بن صلاءة الحارثيّ حين أسره عصمة بن أبير التّيميّ/ و دفعه إلى الأهتم، فرفع قيس قوسه فضرب فم الأهتم بها فهتم أسنانه؛ فيومئذ سمّي الأهتم.

ما قاله لأولاده حين حضرته الوفاة

أخبرنا هشام بن محمّد الخزاعيّ قال حدّثنا دماذ عن أبي عبيدة، و أخبرني عيسى بن الحسين الورّاق قال:


[1] في ب و س. «نبتل» و في ج «ثبتل» تصحيف. و النباج: موضع من البصرة على عشر مراحل. و ثيتل: ماء قرب النباج، و بهما يوم من أيام العرب مشهور لتميم على بكر بن وائل كما رأيت.

[2] يتناجون: يتسارّون.

[3] المزادة: الراوية الّتي يحمل فيها الماء. قال أبو عبيد: لا تكون إلا من جلدين تفأم بجلد ثالث بينهما لتتسع، سميت بذلك لمكان الزيادة.

[4] و به يكنى «أبا علي». و في «معجم البلدان» «قال قرّة بن قيس بن عاصم». و في «العقد الفريد» «مرة».

[5] رواه «معجم البلدان» و «العقد الفريد»:

فصبحهم بالجيس قيس بن عاصم‌

فلم يجدوا إلا الأسنة مصدرا

سقاهم بها الذيفان قيس بن عاصم‌

و كان إذا ما أورد الأمر أصدرا

و الذيفان، بالفتح و يكسر: السم القاتل.

[6] المشقر: حصن عظيم بالبحرين لعبد قيس، يلي حصنا لهم آخر يقال له الصفا قبل مدينة هجر، و فيه يقول يزيد بن مفرغ الحميري:

و جاورت عبد القيس أهل المشقر

و فيه حبس كسرى بني تميم، و قد أوقع بهم فأخذ الأموال و سبى الذراريّ بمدينة هجر. لأنهم أغاروا على لطيمة (أي عير)، له فيها مسك و عنبر و جوهر كثير.

[7] جؤاثي و يقال له (جواثي و جواثاء): حصن لعبد القيس بالبحرين.

[8] الكلاب: اسم ماء بين جبلة و شمام على سبع ليال من اليمامة. و للعرب فيه يومان مشهوران: هما الكلاب الأوّل، و الكلاب الثاني.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 14  صفحه : 307
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست