responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 14  صفحه : 303

حلمه و عفوه عن ابن أخيه و قد قتل ابنه‌

أخبرني أحمد بن العبّاس العسكري قال حدّثنا الحسن بن عليل العنزي قال حدّثني دماذ عن أبي عبيدة قال، قال الأحنف:

/ ما تعلّمت الحلم إلّا من قيس بن عاصم المنقريّ، فقيل له: و كيف ذلك يا أبا بحر؟ فقال: قتل ابن أخ له ابنا له فأتى بابن أخيه مكتوفا يقاد إليه، فقال: ذعرتم الفتى. ثم أقبل عليه فقال: يا بنيّ، نقصت عددك، و أوهيت [1] ركنك، و فتتّ في عضدك، و أشمتّ عدوّك، و أسأت بقومك. خلّوا سبيله، و احملوا إلى أم المقتول ديته، قال: فانصرف القاتل و ما حلّ قيس حبوته [2]، و لا تغير وجهه [3].

وفود قيس على الرسول عليه السّلام‌

أخبرني عبيد اللّه الرازيّ قال حدّثنا أحمد بن الحارث الخراز عن المدائنيّ عن ابن جعدبة و أبي اليقظان قالا:

و قد قيس بن عاصم على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فقال النبيّ عليه الصلاة و السّلام: «هذا سيّد أهل الوبر».

قصته مع تاجر خمار

أخبرني محمّد بن الحسن بن دريد قال حدّثنا أبو حاتم عن أبي حاتم قال:

جاور داريّ [4] كان يتّجر في أرض العرب قيس بن عاصم، فشرب قيس ليلة حتى سكر، فربط الداريّ و أخذ ماله، و شرب من شرابه فازداد سكرا، و جعل من السكر يتطاول و يثاور [5] النجوم ليبلغها و ليتناول القمر، و قال:

و تاجر فاجر جاء الإله به‌

كأن عثنونه أذناب أجمال [6]

ثم قسم صدقة النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم في قومه و قال:


[1] و هي الحائط: ضعف و هم بالسقوط، و أوهاه هو. فت في عضده: أضعفه.

[2] احتبى: جمع بين ظهره و ساقيه بعمامة و نحوها، و الاسم الحبوة (يفتح و يضم).

[3] الخبر في «أمالي السيد المرتضى» 1: 76. و جاء في «مجمع الأمثال للميداني» 1: 148 و «العقد الفريد» 1: 177 «قيل للأحنف بن قيس: ممن تعلمت الحلم؟ قال: من قيس بن عاصم المنقري، حضرته يوما قاعدا بفناء داره، محتبيا بحمائل سيفه يحدّثنا، إذ جاءوا بابن له قتيل و ابن عم له كتيف، فقالوا: هذا ابن أخيك قتل ابنك، فو اللّه ما حل حبوته و لا قطع كلامه، حتى إذا فرغ من الحديث التفت إلى ابن أخيه و قال له: يا ابن أخي، أثمت بربك، و رميت نفسك بسهمك، و قتلت ابن عمك. ثم قال لابن له آخر: يا بني قم إلى ابن عمك فأطلقه، و إلى أخيك فادفنه، و إلى أم القتيل فأعطها مائة ناقة دية ابنها فإنها غريبة لعلها تسلو عنه، ثم أنشأ يقول:

إني امرؤ لا يتعري خلقي‌

دنس يهجّنه و لا أفن‌

من منقر من بيت مكرمة

و الغصن ينبت حوله الغصن‌

خطباء حين يقوم قائلهم‌

بيض الوجوه مصانع لسن‌

لا يفطنون لعيب جارهم‌

و هم لحفظ جواره فطن‌

[4] داريّ: من الداريين، و هم بنو الدار بن هانئ بن حبيب بن نمارة بن لخم بن عدي، ينتهي نسبهم إلى كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.

[5] ثاوره مثاورة و ثوارا: واثبه.

[6] العثنون من اللحية: ما نبت على الذقن و تحته سفلا. و أجمال: جمع جمل. جاء في «الكامل» للمبرد 1: 280 «قال ذلك لأن ذنب البعير يضرب إلى الصهبة و فيه استواء و هو يشبه اللحية».

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 14  صفحه : 303
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست