هو مطيع بن
إياس الكناني. ذكر الزّبير بن بكار أنه من بني الدّيل بن بكر بن عبد مناة بن
كنانة. و ذكر إسحاق الموصليّ عن سعيد بن سلم أنه من بني ليث بن بكر. و الدّيل و
ليث أخوان لأب و أمّ، أمّهما أمّ [1] خارجة، و اسمها عمرة بنت سعد بن عبد اللّه بن
قراد بن ثعلبة بن/ معاوية بن زيد بن الغوث بن أنمار بن أراش بن عمرو بن الغوث بن
نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. و هي الّتي يضرب
بها المثل فيقال: «أسرع من نكاح أم خارجة». و قد ولدت [2] عدّة بطون من العرب حتّى
لو قال قائل: إنه لا يكاد يتخلّص من ولادتها كبير أحد منهم كان مقاربا. فمن ولدت
الديل و ليث و الحارث و بنو بكر بن عبد مناة بن كنانة، و غاضرة بن مالك بن ثعلبة
بن دودان بن أسد بن خزيمة، و العنبر و أسيّد و الهجيم، بنو عمرو بن تميم، و خارجة
بن يشكر- و به كانت تكنى- ابن سعد بن عمرو بن ربيعة بن حارثة بن مزيقيا، و هو أبو
المصطلق.
نكاح أم
خارجة
قال النسابون:
بلغ من سرعة نكاحها أنّ الخاطب كان يأتيها فيقول لها: خطب، فتقول له: نكح.
و زعموا أنّ
بعض أزواجها طلّقها فرحل بها ابن لها عن حيّه إلى حيّها، فلقيها راكب فلما تبيّنته
قالت لابنها:
هذا خاطب لي لا
شكّ فيه، أ فتراه يعجلني أن أنزل عن بعيري [3]؟ فجعل ابنها يسبّها.
/ و لا أعلم
أنّي وجدت نسب مطيع متصلا إلى كنانة في رواية أحد إلّا في حديث أنا ذاكره؛ فإن
راويه ذكر أن أبا قرعة الكنانيّ جدّ مطيع، فلا أعلم أ هو جدّه الأدنى فأصل نسبه
به، أم هو بعيد منه، فذكرت الخبر على حاله.
تشاحن ابن
الزبير وجد مطيع
أخبرني به عيسى
بن الحسن الورّاق قال: حدّثنا أحمد بن الهيثم بن فراس قال: حدّثني العمري و أبو
فراس عمّي جميعا، عن شراحيل بن فراس، أنّ أبا قرعة الكناني، و اسمه سلمى بن نوفل-
قال: و هو جدّ مطيع بن اياس الشّاعر- كانت بينه و بين ابن الزّبير قبل أن يلي
مقارضه [4]، فدخل سلمى و ابن الزبير يخطب الناس، و كان منه و جلا، فرماه ابن
الزّبير ببصره حتّى جلس، فلما انصرف من المجلس دعا حرسيّا فقال: امض إلى موضع كذا
و كذا من المسجد، فادع لي سلمى بن نوفل. فمضى فأتاه به، فقال له الزبير: إيها
أيّها الضبّ. فقال: إنّي لست بالضبّ و لكنّ الضبّ بالضّمر [5] من صخر. قال: إيها
أيّها الذّيخ [6]. قال: إن أحدا لم يبلغ سنّي و سنّك إلّا سمّي ذيخا.
[3] و لفظ
الميداني: «كان يأتيها الخاطب فيقول: خطب فتقول: نكح. فيقول: أنزل. فتقول: أنخ.
ذكر أنها كانت تسير يوما و ابن لها يقود جملها فرفع لها شخص فقالت لابنها: من ترى
ذلك الشخص؟ فقال: أراه خاطبا. فقالت: يا بني تراه يعجلنا أن نحل، ماله غل و أل».