responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 12  صفحه : 478

أستودع اللّه من إليه‌

قلبي على نأيه نزوع [1]

إذا تذكرته استهلت‌

شوقا إلى وجهه الدموع‌

كتاب الجارية إليه‌

و مضت الجارية و غاب عنه خبرها مدّة، فبينا هو جالس ذات يوم إذ وقف عليه كهل فقال له: أ أنت يزيد بن الحكم؟ قال: نعم، فدفع إليه كتابا مختوما، ففضّه فإذا كتابها إليه و فيه:

لئن كوى قلبك الشّسوع‌

فالقلب منّي به صدوع‌

و بي و ربّ السماء فاعلم‌

إليك يا سيدي نزوع‌

/ أعزز علينا بما تلاقي‌

فينا و إن شفّنا الولوع‌

فالنفس حرّى عليك و لهى‌

و العين عبرى لها دموع‌

فموتنا في يد التنائي‌

و عيشنا القرب و الرجوع‌

و حيثما كنت يا منايا

فالقلب منّي به خشوع‌

ثم عليك السلام منّي‌

ما كان من شمسها طلوع‌

قال: فبكى و اللّه حتى رحمه من حضر، و قال لنا الكهل: ما قصته؟ فأخبرناه بما بينهما، فجعل يستغفر اللّه من حمله الكتاب إليه، و أحسب أن هذا الخبر مصنوع؛ و لكن هكذا أخبرنا به ابن أبي الأزهر.

شعر نسب إليه و إلى طرفة بن العبد

أخبرني هاشم بن محمد الخزاعيّ قال حدّثنا أبو غسان دماذ عن أبي عبيدة قال أنشدني أبو الزعراء- رجل من بني قيس بن ثعلبة- لطرفة بن العبد:

تكاشرني كرها كأنك ناصح‌

و عينك تبدي أن صدرك لي جوي‌

قال: فعجبت من ذلك و أنشدته أبا عمرو بن العلاء و قلت له: أني كنت أرويه ليزيد بن الحكم الثقفيّ فأنشدنيه أبو الزعراء لطرفة بن العبد، فقال لي أبو عمرو: إنّ أبا الزعراء في سنّ يزيد بن الحكم، و يزيد مولّد يجيد الشعر، و قد يجوز أن يكون أبو الزعراء صادقا.

قال مؤلف هذا الكتاب: ما أظن أبا الزعراء صدق فيما حكاه، لأنّ العلماء من رواة الشعر رووها ليزيد بن الحكم، و هذا أعرابي لا يحصل ما يقوله، و لو كان هذا الشعر مشكوكا فيه أنه ليزيد بن الحكم- و ليس كذلك- لكان معلوما أنه ليس لطرفة، و لا موجودا في شعره على سائر الروايات، و لا هو أيضا مشبها لمذهب طرفة و نمطه، و هو بيزيد أشبه، و له في معناه عدّة قصائد يعاتب فيها أخاه عبد ربّه بن الحكم و ابن عمه عبد الرحمن بن عثمان بن أبي العاص. و من قال إنه ليزيد بن الحكم بن عثمان قال إنّ عمه عبد الرحمن هو الذي عاتبه، و فيه يقول:

و مولى كذئب السّوء لو يستطيعني‌

أصاب دمي يوما بغير قتيل‌


[1] النزوع: المشتاق.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 12  صفحه : 478
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست