أخبرني حبيب بن
نصر المهلبيّ قال حدّثنا/ عبد اللّه بن شبيب قال حدّثنا الحزامي قال:
دعا الحجاج بن
يوسف بيزيد بن الحكم الثقفيّ، فولّاه كورة فارس، و دفع إليه عهده بها، فلما دخل
عليه ليودّعه قال له الحجّاج: أنشدني بعض شعرك، و إنّما أراد أن ينشده مديحا له،
فأنشده قصيدة يفخر فيها و يقول:
و أبي الذي سلب ابن كسرى راية
بيضاء تخفق كالعقاب الطائر
فلما سمع
الحجّاج فخره نهض مغضبا، فخرج يزيد من غير أن يودّعه، فقال الحجّاج لحاجبه: ارتجع
منه العهد، فإذا ردّه فقل له: أيهما خير لك: ما ورّثك أبوك أم هذا؟ فردّ على
الحاجب العهد و قال: قل له:
ورثت جدّي مجده و فعاله
و ورثت جدّك أعنزا بالطائف
خرج عن
الحجاج مغضبا و لحق بسليمان بن عبد الملك و مدحه
و خرج عنه
مغضبا، فلحق بسليمان بن عبد الملك و مدحه بقصيدته التي أوّلها:
[3] رواية «اللسان»: «لا يعذل الناس في أن
يشكروا ملكا».
[4] ذو بقر:
موضع، و الحور: شدّة سواد المقلة في شدّة بياضها، و في «اللسان»: «سنة العينين و
الجيدا»- و السنة: الصورة- و قد عقب على البيت فقال: «و كان أبو علي يرويه: «شبه
العينين و الجيدا»- كما في رواية «الأغاني»- أراد و شبه الجيد فحذف المضاف و أقام
المضاف إليه مقامه. و قد قيل: إن أبا عليّ صحفه».