ابن
غياث بن سعد بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب- فصمد نحوه، فلما انتهى إليه رآه جالسا
و طوائف الناس يقاتلون حوله، فطعنه بالرمح، ثم نزل إليه فاحتزّ رأسه و ألقاه إليه.
و يقال إنّ بني حنظلة و بني عمرو بن تميم و الرّباب لمّا انهزموا خرج معهم شرحبيل،
فلحقه ذو السّنينة- و اسمه حبيب بن عتيبة بن حبيب بن بعج بن عتبة بن سعد بن زهير
بن جشم بن بكر و كانت له سنّ زائدة- فالتفت شرحبيل فضرب ذا السنينة على ركبته،
فأطنّ [1] رجله، و كان ذو السنينة أخا أبي حنش لأمه، أمّهما سلمى بنت عديّ بن
ربيعة بنت أخي كليب و مهلهل، فقال ذو السنينة:
قتلني أبو
الرجل! فقال أبو حنش: قتلني اللّه إن لم أقتله، فحمل عليه، فلما غشيه قال: يا أبا
حنش، أملكا بسوقه؟
قال: إنه كان
ملكي، فطعنه أبو حنش، فأصاب رادفة [2]/ السّرج، فورّعت [3] عنه، ثم تناوله فألقاه
عن فرسه، و نزل إليه فاحتزّ رأسه، فبعث به إلى سلمة مع ابن عم له يقال له أبو أجأ
بن كعب بن مالك بن غياث، فألقاه بين يديه؛ فقال له سلمة: لو كنت ألقيته إلقاء
رفيقا! فقال: ما صنع بي و هو حيّ أشدّ من هذا، و عرف أبو أجأ الندامة في وجهه و
الجزع على أخيه، فهرب و هرب أبو حنش فتنحى عنه، فقال سعد يكرب أخو شرحبيل، و كان
صاحب سلامة معتزلا عن جميع هذه الحروب:
[5] صنيبعات:
موضع أو ماء نهشت عنده حية ابنا صغيرا للحارث بن عمرو، و كان مسترضعا في بني تميم؛
و بنو تميم و بكر في مكان واحد يومئذ على صنيبعات، فأتاه منهما قوم يعتذرون إليه،
فقتلهم جميعا.