سلمة
بن الحارث في بني تغلب و النّمر بن قاسط و سعد بن زيد مناة. فلما هلك الحارث تشتّت
أمر بنيه، و تفرقت كلمتهم، و مشت الرجال بينهم، و كانت المغاورة بين الأحياء الذين
معهم، و تفاقم الأمر حتى جمع كلّ واحد منهم لصاحبه الجموع؛ فسار شرحبيل و من معه
من بني تميم و القبائل، فنزلوا الكلاب- و هو فيما بين/ الكوفة و البصرة على سبع
ليال من اليمامة- و أقبل سلمة بن الحارث في تغلب و النّمر و من معه، و في الصنائع-
و هم الذين يقال لهم بنو رقيّة، و هي أمّ لهم ينتسبون إليها. و كانوا يكونون مع
الملوك- يريدون الكلاب. و كان نصحاء شرحبيل و سلمة قد نهوهما عن الحرب و الفساد و
التحاسد، و حذّروهما عثرات الحرب و سوء مغبّتها، فلم يقبلا و لم يبرحا، و أبيا
إلّا التتابع و اللجاجة في أمرهم، فقال امرؤ القيس [1] بن حجر في ذلك:
و كان أوّل من
ورد الكلاب من جمع سلمة سفيان بن مجاشع بن دارم، و كان نازلا في بني تغلب مع إخوته
لأمّه، فقتلت بكر بن وائل بنين له، فيهم مرّة بن سيفان، قتله سالم بن كعب بن عمرو
بن أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان؛ فقال سفيان و هو يرتجز:
و أوّل من ورد
الماء من بني تغلب رجل من بني عبد بن جشم يقال له النعمان بن قريع بن حارثة بن
معاوية بن عبد بن جشم، و عبد يغوث بن دوس، و هو عم الأخطل- دوس و الفدوكس أخوان-
على فرس له يقال له الحرون، و به كان يعرف/ ثم ورد سلمة، بيني تغلب و سعد و جماعة
الناس، و على بني تغلب يومئذ السفاح- و اسمه سملة بن خالد بن كعب بن زهير بن تميم
بن أسامة بن مالك بن بكر بن حبيب-/ و هو يقول:
فاقتتل القوم
قتالا شديدا، و ثبت بعضهم لبعض؛ حتى إذا كان في آخر النهار من ذلك اليوم خذلت بنو
حنظلة و عمرو بن تميم و الرّباب بكر بن وائل، و انصرفت بنو سعد و ألفافها عن بني
تغلب، و صبر ابنا وائل: بكر و تغلب ليس معهم غيرهم، حتى إذا غشيهم الليل نادى
منادى سلمة: من أتى برأس شرحبيل فله مائة من الإبل، و كان شرحبيل نازلا في بني
حنظلة و عمرو بن تميم، ففرّوا عنه، و عرف مكانه أبو حنش- و هو عصم بن النعمان بن
مالك
[1]
كذا في جميع الأصول، و الذي في «شرح النقائض» ص 452، و «شرح المفضليات» ص 428:
«فقال سلمة».