responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 12  صفحه : 416

أنه حضر الجحاف عند عبد الملك بن مروان يوما و الأخطل حاضر في مجلسه ينشد:

ألا سائل الجحّاف هل هو ثائر

بقتلى أصيب من سليم و عامر

/ قال: فتقبّض وجهه في وجه الأخطل. ثم إن الأخطل لمّا قال له ذلك قال له:

نعم سوف نبكيهم بكل مهنّد

و نبكي عميرا بالرماح الخواطر [1]

ثم قال: ظننت أنك يا ابن النصرانية لم تكن تجترئ عليّ و لو رأيتني لك مأسورا. و أوعده، فما برح الأخطل حتى حمّ، فقال له عبد الملك: أنا جارك منه؛ قال: هذا أجرتني منه يقظان، فمن يجيرني منه نائما؟ قال: فجعل عبد الملك يضحك. قال: فأمّا قول الأخطل:

ألا سائل الجحّاف هل هو ثائر

بقتلى أصيبت من سليم و عامر

فإنه يعني اليوم الذي قتلت فيه بنو تغلب عمير بن الحباب السّلميّ.

و كان السبب في ذلك فيما أخبرني به عليّ بن سليمان الأخفش قال حدّثني أبو سعيد السكريّ عن محمد بن حبيب عن أبي عبيدة عن ابن الأعرابيّ عن المفضل:

أن قيسا و تغلب تحاشدوا لما كان بينهم من الوقائع منذ ابتداء الحرب بمرج راهط، فكانوا يتغاورون [2].

و كانت بنو مالك بن بكر جامعة/ بالتوباذ و ما حوله، و جلبت إليها طوائف تغلب و جميع بطونها، إلا أن بكر بن جشم لم تجتمع أحلافهم من النّمر بن قاسط. و حشدت بكر فلم يأت الجمع منهم على قدر عددهم. و كانت تغلب بدوا بالجزيرة لا حاضرة لها إلا قليل بالكوفة، و كانت حاضرة الجزيرة لقيس و قضاعة و أخلاط مضر، ففارقتهم قضاعة قبل حرب تغلب، و أرسلت تغلب إلى مهاجريها و هم بأذربيجان، فأتاهم شعيب بن مليل في ألفي فارس.

و استنصر عمير تميما و أسدا فلم يأته منهم أحد؛ فقال:

أيا أخوينا من تميم هديتما

و من أسد هل تسمعان المناديا

أ لم تعلما مذ جاء بكر بن وائل‌

و تغلب ألفافا تهزّ العواليا

/ إلى قومكم قد تعلمون مكانهم‌

و هم قرب أدنى حاضرين و باديا

و كان من حضر ذلك من وجوه بكر بن وائل المجشّر بن الحارث بن عامر بن مرّة بن عبد اللّه بن أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان، و كان من سادات شيبان بالجزيرة فأتاهم في جمع كثير من بني أبي ربيعة. و في ذلك يقول تميم بن الحباب بعد يوم الحشّاك.

فإن تحتجز بالماء بكر بن وائل‌

بني عمّنا فالدهر ذو متغيّر

فسوف نخيض [3] الماء أو سوف نلتقي‌

فنقتصّ من أبناء عم المجشّر

و أتاهم زمام بن مالك بن الحصين من بني عمرو بن هاشم [4] بن مرّة في جمع كبير فشهدوا يوم الثرثار، فقتل.


[1] خطر الرمح: اهتز فهو خاطر و الجمع خواطر.

[2] يتغاورون: يغير بعضهم على بعض.

[3] أخاضه في الماء: جعله يخوضه.

[4] في ف: «عمرو بن همام».

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 12  صفحه : 416
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست