responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 12  صفحه : 301

خلق اللّه تعالى وجها و غناء. فقلت له: أنت طفيليّ و تطفّل بي! هذه و اللّه أخسّ [1] حال. فقال لي: «دع المجون و قم بنا؛ فهو مكان لا يستحي حرّ أن يتطفل عليه. فقمت معه، فقصد بي دار رجل من فتيان أهل «سرّ من رأى» كان لي صديقا يكنى أبا صالح، و قد غيّرت كنيته على سبيل اللّقب [2] فكني أبا الصالحات، و كان ظريفا حسن المروءة، [يضرب بالعود على مذهب الفرس ضربا حسنا] [3]، و له رزق سنيّ في الموالى، و كان من أولادهم، و لم يكن منزله يخلو من طعام كثير نظيف [4] لكثرة قصد إخوانه منزله. فلمّا طرق بابه قلت له: فرّجت عنّي، [هذا صديقي‌] [5] و أنا طفيلي بنفسي لا أحتاج أن أكون في شفاعة طفيليّ. فدخلنا، و قدّم إلينا طعام عتيد طيّب نظيف فأكلنا، و أحضرنا النبيذ، و خرجت جاريته [6] إلينا من غير ستارة فغنّت غناء حسنا [7] شكلا ظريفا، ثم غنّت من صنعة محمد بن الحارث هذا الصوت و كانت قد أخذته عنه- و فيه أيضا لحن لإبراهيم، و الشعر لابن أبي عيينة-:

صوت‌

ضيّعت عهد فتى لعهدك حافظ

في حفظه عجب و في تضييعك‌

إن تقتليه و تذهبي بفؤاده‌

فبحسن وجهك لا بحسن صنيعك‌

/ فطرب محمد بن الحارث و نقّطها بدنانير مسيّفة [8] كانت معه في خريطته، و وجّه غلامه [9] فجاءه ببرنيّة غالية كبيرة [10] فغلّفها [11] منها و وهب لها الباقي. و كان لمحمد بن الحارث أخ طيّب ظريف يكنى أبا هارون فطرب و نعر و نخر، و قال لأخيه: أريد أن أقول لك شيئا في السّرّ. قال: قله علانية. قال: لا يصلح. قال: و اللّه ما بيني و بينك شي‌ء أبالي أن تقوله جهرا، فقله. فقال: أشتهي علم اللّه أن تسأل أبا [12] الصّالحات أن ينيكني، فعسى صوتي أن ينفتح و يطيب غنائي. فضحك أبو الصالحات و خجلت الجارية و غطّت وجهها و قالت: سخنت عينك! فإنّ حديثك يشبه [13] وجهك.


[1] كذا في ط، م، ف. و في سائر الأصول: «أحسن حال».

[2] في ب، س: «اللعب» تصحيف.

[3] التكملة من ط، م، ف.

[4] في ف: «طريف».

[5] زيادة عن ف.

[6] كذا في ط، م. و في سائر الأصول: «جارية».

[7] هذه الكلمة ساقطة في ط، م، ف.

[8] في أكثر الأصول: «مسننة» و التصويب من ط، م، ف. يقال دينار أو درهم مسيف، إذا كانت جوانبه نقية من النقش.

[9] كذا في ف. و في ط، م: «و وجه بغلامه». و في ح: «و رجع بغلامه». و في ب، س: «و دعا بغلامه». و في أ: «و جاء بغلامه» تحريف.

[10] في ف: «فجاء ببرنية كبيرة فيها غالية».

[11] غلفها: ضمخها و طيبها.

[12] في ف: «أن تقول لأبي الصالحات».

[13] في ف: «إن حديثك هذا».

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 12  صفحه : 301
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست