أنّ أبا دلامة
كان كثير الزيارة للجنيد النخّاس، و كان يتعشّق جارية له و يبغضه. فجاءه يوما
فقال: أخرج لي فلانة. فقال: إلى متى تخرج إليك و لست بمشتر!!/ قال: فإن لم أكن
مشتريا فإني أخ يمدح و يطرى. قال: ما أنا بمخرجها إليك أو تقول فيها شعرا. قال:
فاحلف بعتقها أن تروّيها إيّاه و تأمرها بإنشاده من أتاك يعترضها و لا تحجبها.
فحلف لا يحجبها. فقال أبو دلامة:
إنّي لأحسب أن سأمسي ميّتا
أو سوف أصبح ثم لا أمسي
من حبّ جارية الجنيد و بغضه
و كلاهما قاض على نفسي
فكلامها يشفى به سقمي
فإذا تكلّم عاد لي نكسي
عاد إسحاق
الأزرق و عنده طبيبه فقال شعرا ينصحه فيه بمجانبة الطبيب:
أخبرني عمّي
قال حدّثنا الكرانيّ قال حدّثنا العمريّ عن الهيثم بن عديّ قال:
دخل أبو دلامة
على إسحاق الأزرق يعوده، و كان إسحاق قد مرض مرضا شديدا، ثم تعافى منه و أفاق،
فكان من ذلك ضعيفا، و عند إسحاق طبيب يصف له أدوية تقوّي بدنه. فقال أبو دلامة
للطبيب: يا ابن الكافرة! أتصف هذه الأدوية لرجل أضعفه المرض! ما أردت و اللّه إلّا
قتله. ثم التفت إلى إسحاق فقال: اسمع أيها الأمير منّي. قال: هات ما عندك يا أبا
دلامة. فأنشأ يقول: