فأمر له بثياب
و طيب و دنانير، و خرج. فدخلت أمّ دلامة على الخيزران فأعلمتها أنّ أبا دلامة قد
مات، فأعطتها مثل ذلك، و خرجت. فلمّا التقى المهديّ و الخيزران عرفا حيلتهما فجعلا
يضحكان لذلك و يعجبان منه.
فرض له
المنصور على كل هاشمي عطاء فنقصه العباس بن محمد دينارين فذمه:
أخبرنا أحمد بن
عبد العزيز قال حدّثنا عمر بن شبّة، و نسخت أنا من كتاب ابن النطّاح قال:
فقال له أبو
جعفر: و كم تذبح يا أبا دلامة؟ قال: أربعا و عشرين شاة. ففرض له على كل هاشميّ
أربعة و عشرين دينارا، فكان يأخذها منهم. فأتى العباس بن محمد في عشر الأضحى
يتنجّزها. فقال: يا أبا دلامة، أ ليس قد مات ابنك؟ قال بلى. قال: انقصوه دينارين.
قال: أصلح اللّه الأمير لا تفعل، فإنه ترك عليّ ولدين.
/ فبلغ ذلك أبا جعفر فضحك، و اغتاظ على
العبّاس، و أمره بأن يبعث إليه بأربعة و عشرين دينارا أخرى.
هذه رواية
يزيد.
قيل إن هذه
القصة مع علي بن صالح:
و أمّا ابن
النطّاح فإنه ذكر أن الذي نقصه/ الدينارين عليّ بن صالح و قال له: إنما نقصتك
دينارين لموت ابنك دلامة. فحلف ألّا يأخذ إلّا خمسين دينارا، ثم قام مغضبا؛ فأتبعه
الرسول فأعطاه إيّاها. فقال له:
[1]
الضبح: صوت أنفاس الخيل إذا عدت ليس بصهيل و لا حمحمة.
[2] نكأ
القرح: قشره قبل أن يبرأ فيندي. و قد وردت هذه الكلمة في الأصول محرفة؛ ففي ح:
«الناكثات». و في أ، م: «الناكنات».
[4] في أ، م:
«صبحا» بالصاد المهملة. و هي في كلتا صورتيها غير واضحة.
[5] يجلفن:
يستأصلن. و في ب، س: «يتلفن». و في سائر الأصول. «يحلفن» بالحاء المهملة. و هو
مصحف عما أثبتناه، كما يحتمل أن يكون مصحفا عن «يحلقن» بالقاف بمعنى يستأصلن أيضا.