responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 10  صفحه : 410

كنت أسقي أبا دلامة و السيّد، إذ خرجت بنت لأبي دلامة، فقال فيها أبو دلامة:

فما ولدتك مريم أمّ عيسى‌

و لا ربّاك لقمان الحكيم‌

أجزيا أبا هاشم. فقال السيد [1]:

و لكن قد تضمّك أمّ سوء

إلى لبّاتها و أب لئيم‌

فضحك لذلك. ثم غدا أبو دلامة إلى المنصور فألفاه في الرّحبة يصلح فيها شيئا يريده، فأخبره بقصّة بنته و أنشده البيتين، ثم اندفع فأنشده بعدهما:

لو كان يقعد فوق الشمس من كرم‌

قوم لقيل اقعدوا يا آل عبّاس‌

ثم ارتقوا في شعاع الشمس كلّكم‌

إلى السماء فأنتم أظهر الناس‌

و قدّموا القائم المنصور رأسكم‌

فالعين و الأنف و الأذنان في الرأس‌

/ فاستحسنها، و قال له: بأيّ شي‌ء تحبّ أن أعينك على قبح ابنتك هذه؟ فأخرج خريطة قد كان خاطها من الليل فقال: تملأ لي هذه دراهم، فملئت فوسعت أربعة آلاف درهم.

و قد أخبرني بهذا الخبر عمّي قال حدّثنا الكرانيّ قال حدّثني العمريّ عن الهيثم بن عديّ قال:

دخل أبو عطاء السّنديّ يوما إلى أبي دلامة فاحتبسه عنده، و دعا بطعام فأكلا و شبعا، و خرجت إلى أبي دلامة صبيّة له فحملها على كتفه، فبالت عليه فنبذها عن كتفه، ثم قال:

بللت عليّ- لا حيّيت- ثوبي‌

فبال عليك شيطان رجيم‌

فما ولدتك مريم أمّ عيسى‌

و لا ربّك لقمان الحكيم‌

ثم التفت إلى أبي عطاء فقال له: أجز. فقال:

صدقت أبا دلامة لم تلدها

مطهّرة و لا فحل كريم‌

و لكن قد حوتها أمّ سوء

إلى لبّاتها و أبّ لئيم‌

فقال له أبو دلامة: عليك لعنة اللّه! ما حملك على أن بلغت بي هذا كلّه! و اللّه لا أنازعك بيت شعر أبدا.

فقال أبو عطاء: لأن يكون الهرب من جهتك أحبّ إليّ.

رثى السفاح عند المنصور فغضب و أراد إخراجه إلى الحرب فاسترضاه:

أخبرني محمد بن يحيى قال حدّثني عبد اللّه بن المعتزّ قال حدّثني أبو مالك عبد اللّه بن محمد قال حدّثني أبي قال:

لمّا توفّي أبو العبّاس السفّاح دخل أبو دلامة على المنصور و الناس عنده يعزّونه؛ فأنشأ أبو دلامة يقول:

أمسيت بالأنبار يا ابن محمد

لم تستطع عن عقرها تحويلا


[1] كذا في ح. و في سائر النسخ: «السندي». و قد رجحنا رواية ح لأن أبا هاشم كنية السيد الحميري. و سيأتي في الصفحة التالية هذا الخبر بين أبي دلامة و أبي عطاء السندي. فلعل ذلك هو الذي أوقع النساخ في هذا اللبس.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 10  صفحه : 410
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست