اسمه أحمد، و
قيل بل اسمه صالح بن الرشيد. و هذا النّسب أشهر من أن يشرح. و أمّه أمّ ولد
بربريّة.
و كان من أحسن
النّاس وجها و مجالسة و عشرة، و أمجنهم و أحدّهم نادرة و أشدّهم عبثا. و كان يقول
شعرا ليّنا طيّبا من مثله.
كان جميل
الوجه:
أخبرني الحسن
بن عليّ الخفاف قال حدّثنا عبد اللّه بن أبي سعد الورّاق قال حدّثني محمد بن عبد
اللّه بن طاهر أنه سمع أباه يقول: سمعت أبي (يعني طاهر بن الحسين) يحدّث أنه سمع
الرشيد يقول للمأمون: أنت تعلم أنك أحبّ الناس إليّ، و لو أستطيع أن أجعل لك وجه
أبي عيسى لفعلت.
كان إذا ركب
جلس له الناس لرؤية حسنه:
أخبرني محمد بن
يحيى الصّوليّ قال حدّثني مسيّح بن حاتم العكليّ قال حدّثنا إبراهيم بن محمد قال:
كان يقال:
انتهى جمال ولد الخلافة إلى أولاد الرشيد، و من أولاد الرشيد إلى أولاد محمد و أبي
عيسى. و كان أبو عيسى إذا عزم على الركوب جلس الناس له حتى يروه أكثر مما يجلسون
للخلفاء.
مدحت عريب
حسنه و غناءه:
حدّثني محمد
قال حدّثني يعقوب بن بنان قال حدّثني عليّ بن الحسين الإسكافيّ قال:
كنت عند أبي
الصّقر إسماعيل بن بلبل و عنده عريب، فسمعتها تقول: انتهى جمال الرشيد إلى محمد
الأمين و أبي عيسى، ما رأى الناس مثلهما، و كان المعتزّ في طرازهما. قال: و سمعتها
تقول لأبي العباس بن حمدون: ما غناؤك [1] من غناء أبي عيسى بن الرّشيد! و ما سمعت
قطّ غناء أحسن من غنائه، و لا رأيت وجها أحسن من وجهه.
عجب الرشيد
من جواب له في صباه و قبله:
أخبرني محمد
قال حدّثني الغلابيّ قال حدّثنا يعقوب بن جعفر قال:
قال الرّشيد
لأبي عيسى ابنه و هو صبيّ: ليت جمالك لعبد اللّه (يعني المأمون). فقال له: على أنّ
حظّه منك لي. فعجب من جوابه على صباه و ضمّه إليه و قبّله.
سخط من رؤية
هلال شهر رمضان:
[1]
كذا في أ، م. و في ح: «في غنائك من غناء أبي عيسى إلخ». و في ب، س: «في غنائك
مشابهة من غناء أبي عيسى إلخ».