أخبرني محمد بن
يحيى قال حدّثني ميمون بن هارون قال حدّثتني علم السّمراء جارية عبد اللّه بن موسى
الهادي أنّها شهدت عليّة غنّت الأمين في شعر لها، و هو آخر شعر قالته فيه، و
طريقته من الثقيل الثاني. و كانت لمّا مات الرّشيد جزعت جزعا شديدا و تركت النّبيذ
و الغناء. فلم يزل بها الأمين حتى عادت فيهما على كره.
و الشعر:
صوت
أطلت عاذلتي لومي و تفنيدي
و أنت جاهلة شوقي و تسهيدي
/ لا تشرب الراح بين
المسمعات وزر
ظبيا غريرا نقيّ الخدّ و الجيد
قد رنّحته شمول فهو منجدل
يحكي بوجنته ماء العناقيد
قام الأمين فأغنى الناس كلّهم
فما فقير على حال بموجود
لحن عليّة في
هذا الشعر ثاني ثقيل. و لعريب فيه هزج، و قيل إنّ الهزج لإبراهيم بن المهديّ.
قالت شعرا في
لبانة بنت أخيها علي بن المهدي و غنت فيه:
و قال ميمون بن
هارون حدّثني محمد بن أبي عون قال حدّثتني عريب أنّ عليّة قالت في لبانة بنت أخيها
عليّ بن المهديّ شعرا و غنّت فيه من الثّقيل الأول:
و قد ذكر
الهشاميّ أنّ هذا اللحن لإسحاق غنّاه بالرّقّة. و ليس ذلك بصحيح.
سمعها
إسماعيل بن الهادي تغني مستترة عند المأمون فأذهله غناؤها:
أخبرني محمد بن
يحيى عن عون بن محمد عن أبي أحمد بن الرّشيد. و نسخت هذا الخبر من كتاب محمد بن
الحسن عن عون بن محمد عن أبي أحمد بن الرّشيد و اللفظ له قال:
دخل يوما
إسماعيل بن الهادي إلى المأمون، فسمع غناء أذهله. فقال له المأمون: مالك؟ قال: قد
سمعت
[1]
كذا في الأصول. و الأظهر أن تكون «ضم ركبكم» أو «حل- أو جاز- داركم السفر» أو نحو
ذلك.