حدّثني عمّي
قال حدّثني هبة اللّه بن إبراهيم بن المهديّ قال حدّثني يوسف بن إبراهيم قال قالت
لي عريب:
أحسن يوم رأيته
و أطيبه يوم اجتمعت فيه مع إبراهيم بن المهديّ عند أخته عليّة و عندهم أخوهم
يعقوب، و كان أحذق الناس بالزّمر. فبدأت عليّة فغنّتهم من صنعتها و أخوها يعقوب
يزمر عليها:
صوت
تحبّب فإن الحبّ داعية الحبّ
و كم من بعيد الدّار مستوجب القرب
و غنّى إبراهيم
في صنعته و زمر عليه يعقوب:
صوت
يا واحد الحبّ ما لي منك إذ كلفت
نفسي بحبّك إلّا الهمّ و الحزن
لم ينسنيك سرور لا و لا حزن
و كيف لا! كيف ينسى وجهك الحسن
و لا خلا منك قلبي لا و لا جسدي
كلّي بكلّك مشغول و مرتهن
نور تولّد من شمس و من قمر
حتى تكامل منه الرّوح و البدن
فما سمعت مثل
ما سمعته منهما قطّ، و أعلم أني لا أسمع مثله أبدا.
تمارت خشف و
عريب في عدد أصواتها بحضرة المتوكل:
قال ميمون بن
هارون قلت لعريب:
رأيت في النوم كأنّي
سألت عليّة بنت المهديّ عن أغانيها فقالت لي: هي نيّف و خمسون صوتا. فقالت لي
عريب: هي كذلك. و قد أخبرني بنحو هذا الخبر عبد اللّه بن الرّبيع الرّبيعيّ قال
حدّثني وسواسة و هو أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم قال حدّثتني خشف الواضحيّة أنها
تمارت هي و عريب في غناء عليّة بحضرة المتوكّل أو غيره من الخلفاء، فقالت هي: هي
ثلاثة و سبعون صوتا. فقالت عريب: هي اثنان و سبعون صوتا. فقال المتوكّل: غنّيا
غناءها، فلم تزالا تغنّيان غناءها حتى مضى اثنان و سبعون صوتا، و لم تذكر خشف
الثالث و السبعين فقطع بها و استولت عريب عليها و انكسرت. قالت: فلمّا كان الليل
رأيت عليّة فيما يرى النائم فقالت: يا خشف خالفتك عريب في غنائي! قلت: نعم يا
سيّدتي. قالت: الصواب معك، أ فتدرين ما الصوت الذي أنسيته؟ قلت: لا و اللّه! و
لوددت أني فديت ما جرى بكلّ ما أملك. قالت هو: