responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 10  صفحه : 348

غضب عليه هشام ثم سمر معه ليلة فرضي عنه:

ورد أبو النّجم على هشام/ بن عبد الملك في الشعراء. فقال لهم هشام: صفوا لي إبلا فقطّروها [1] و أوردوها و أصدروها حتى كأنّي أنظر إليها. فأنشدوه و أنشده أبو النّجم:

الحمد للّه الوهوب المجزل‌

حتى بلغ إلى ذكر الشمس فقال «و هي على الأفق كعين ...» و أراد أن يقول «الأحول» ثم ذكر حولة هشام فلم يتمّ البيت و أرتج عليه. فقال هشام: أجز البيت. فقال «كعين الأحول» و أتمّ القصيدة. فأمر هشام فوجئ [2] عنقه و أخرج من الرّصافة، و قال لصاحب شرطته: يا ربيع إيّاك و أن أرى هذا!، فكلّم وجوه الناس صاحب الشّرطة أن يقرّه ففعل، فكان يصيب من فضول أطعمة الناس و يأوي إلى المساجد. و قال الزّبير في خبره قال أبو النّجم: و لم يكن أحد بالرّصافة يضيف إلّا سليم بن كيسان الكلبيّ و عمرو بن بسطام التّغلبيّ، فكنت آتي سليما فأتغدّى عنده، و آتي عمرا فأتعشّى عنده، و آتي المسجد فأبيت فيه. قال: فاهتمّ هشام ليلة و أمسى لقس النّفس/ و أراد محدّثا يحدّثه، فقال لخادم له: ابغني محدّثا أعرابيّا أهوج شاعرا يروي الشعر. فخرج الخادم إلى المسجد فإذا هو بأبي النّجم، فضربه برجله و قال له: قم أجب أمير المؤمنين. قال: إنّي رجل أعرابيّ غريب.

قال: إيّاك أبغي، فهل تروي الشعر؟ قال: نعم و أقوله. فأقبل به حتى أدخله القصر و أغلق الباب، قال: فأيقن بالشرّ ثم مضى به فأدخله على هشام في بيت صغير، بينه و بين نسائه ستر رقيق و الشّمع بين يديه تزهر [3]. فلما دخل قال له هشام: أبو النّجم؟! قال: نعم يا أمير المؤمنين طريدك. قال: اجلس. فسأله و قال له: أين كنت تأوي و من كان ينزلك؟ فأخبره الخبر. قال: و كيف اجتمعا لك؟ قال: كنت أتغدّى عند هذا و أتعشّى عند هذا.

قال: و أين كنت تبيت؟ قال: في المسجد حيث وجدني رسولك. قال: و مالك من الولد و المال؟ قال: أمّا المال فلا مال لي، و أمّا الولد فلي ثلاث بنات و بنيّ يقال له شيبان. فقال: هل زوّجت [4] من بناتك أحدا؟ قال: نعم زوّجت اثنتين، و بقيت واحدة تجمز [5] في أبياتنا كأنّها نعامة. قال: و ما وصّيت به الأولى؟- و كانت تسمّى «برّة» بالراء- فقال:

أوصيت من برّة قلبا حرّا

بالكلب خيرا و الحماة شرّا

لا تسأمي ضربا لها و جرّا

حتى ترى حلو الحياة مرّا

و إن كستك ذهبا و درّا

و الحيّ عمّيهم بشرّ طرّا

فضحك هشام و قال: فما قلت للأخرى؟ قال قلت:

سبّي الحماة و ابهتي [6] عليها

و إن دنت فازدلفي إليها


[1] قطر الإبل: قرب بعضها من بعض على نسق.

[2] في ب، س: «بوج‌ء عنقه و إخراجه». يقال وجأه باليد و بالسكين إذا ضربه.

[3] زهر السراج: تلألأ.

[4] في ح، ب، س: «أخرجت».

[5] جمز: عدا و أسرع.

[6] بهته: قذفه بالباطل. و هي هنا على تضمين ابهتي معنى افترى عليها فتتعدى بعلى.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 10  صفحه : 348
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست