responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 10  صفحه : 335

استتر إبراهيم بن المهديّ عند بعض أهله من النّساء، فوكّلت بخدمته جارية جميلة و قالت همسا: إن أرادك لشي‌ء فطاوعيه و أعلميه ذلك حتى يتّسع له، فكانت توفّيه حقّه في الخدمة و الإعظام و لا تعلمه بما قالت لها؛ فجلّ مقدارها في نفسه إلى أن قبّل يوما يدها، فقبّلت الأرض بين يديه. فقال:

يا غزالا لي إليه‌

شافع من مقلتيه‌

/ و الذي أجللت خدّ

يه فقبّلت يديه‌

بأبي وجهك ما أك

ثر حسّادي عليه‌

أنا ضيف و جزاء الضّ‌

يف إحسان إليه‌

قال: و عمل فيه بعد ذلك لحنا في طريقة الهزج.

غنى للمأمون بشعر له و كان يخشى بطشه فرق له و أمنه:

و قال أحمد بن أبي طاهر:

غنّى إبراهيم بن المهديّ يوما و المأمون مصطبح، و قد كان خافه و بلغه عنه تنكّره:

ذهبت من الدنيا و قد ذهبت منّي‌

هوى الدهر بي عنها و ولّى بها عنّي‌

فرقّ له المأمون لمّا سمعه، و قال له: و اللّه لا تذهب نفسك يا إبراهيم على يد أمير المؤمنين، فطب نفسا؛ فإنّ اللّه قد أمّنك إلّا أن تحدث حدثا يشهد عليك فيه عدل، و أرجو ألّا يكون منك حدث إن شاء اللّه.

نسبة هذا الصوت‌

صوت‌

ذهبت من الدّنيا و قد ذهبت منّي‌

هوى الدّهر بي عنها و ولّى بها عنّي‌

فإن أبك نفسي أبك نفسا نفيسة

و إن أحتسبها أحتسبها على ضنّ‌

الشّعر و الغناء لإبراهيم بن المهديّ ثاني ثقيل بالوسطى. و هذا الشعر قاله إبراهيم بن المهديّ لمّا أخرج الجند عيسى [1] بن محمد ابن أخي خالد من الحبس، و له في ذلك خبر طويل، و قد شرطنا ألّا نذكر من أخباره إلا ما كان من جنس الغناء.

و في هذه القصيدة يقول:

/

و أفلتني عيسى و كانت خديعة

حللت بها ملكي و فلّت بها سنّي‌

قال ابن أبي طاهر و حدّثني أبو بكر بن الخصيب قال حدّثني محمد بن إبراهيم قال:

غنّى إبراهيم بن المهديّ يوما عند المأمون فأحسن، و بحضرة المأمون كاتب لطاهر يكنى أبا زيد، فطرب‌


[1] كان من القوّاد، و قد ناصر إبراهيم بن المهدي في وثوبه على الخلافة، و كان من وجوه شيعته ثم غضب عليه و أمر بضربه و حبسه لخيانة ظهرت منه. (انظر «تاريخ الطبري» «ق 3 ص 1002، 1004، 1006، 1007، 1011، 1022، 1023، 1030- 1034).

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 10  صفحه : 335
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست