responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 10  صفحه : 326

ببزماوردتين [1] و لفّهما في منديل و اذهب ركضا و عجّل. فمضى الغلام فجاءني بهما. فلما وافى الباب و نزل عن الدّابة انقطع البرذون فنفق من شدّة ما ركضه، فأدخل إليّ البزماوردتين فأكلتهما و رجعت إليّ نفسي و عدت الى مجلسي. فقال/ لي إبراهيم: إن لي إليك حاجة أحبّ أن تقضيها لي. فقلت: إنما أنا عبدك و ابن عبدك، قل ما شئت. قال: تردّ عليّ:

كليب لعمري كان أكثر ناصرا

و هذا المطرف لك. فقلت: أنا لا آخذ منك مطرفا على هذا، و لكنّي أصير إليك إلى منزلك فألقيه على الجواري و أردّه عليك مرارا. فقال: أحبّ أن تردّه عليّ الساعة و أن تأخذ هذا المطرف فإنه من لبسك و من حاله كذا و كذا.

فرددت عليه الصوت مرارا حتى أخذه. ثم سمعنا حركة محمد فقمنا حتى جاء فجلس ثم قعدنا، فشرب و تحدّثنا. فغنّاه إبراهيم:

كليب لعمري كان أكثر ناصرا

فكأنّي و اللّه لم أسمعه قبل ذلك حسنا، و طرب محمد طربا عجيبا و قال: أحسنت و اللّه يا عمّ! أعط يا غلام عشر بدر لعمّي الساعة، فجاءوا بها. فقال: يا أمير المؤمنين إنّ لي فيها شريكا. قال: و من هو؟ قال: إسحاق. قال:

و كيف؟ قال: إنما أخذته الساعة منه لمّا قمت. فقلت له: و لم! أضاقت الأموال على أمير المؤمنين حتى يشركك فيما تعطاه! قال: أمّا أنا فأشركك و أمير المؤمنين أعلم. فلما انصرفنا من المجلس أعطاني ثلاثين ألفا و أعطاني هذا المطرف. فهذا أخذ به مائة ألف درهم و هي قيمته.

حج مع الرشيد و قصته مع جارية رآها:

أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان قال حدّثنا حمّاد بن إسحاق عن أبيه قال قال لي إبراهيم بن المهديّ:

حججت مع الرشيد؛ فلما صرنا بالمدينة خرجت أدور في عرصاتها، فانتهيت إلى بئر و قد عطشت و جارية تستقي منها، فقلت: يا جارية، امتحي لي دلوا. فقالت: أنا و اللّه عنك في شغل بضريبة مواليّ عليّ. فنقرت بسوطي على سرجي و غنّيت:

صوت‌

رام قلبي السّلوّ عن أسماء

و تعزّى و ما به من عزاء

سخنة في الشتاء باردة الصي

ف سراج في الليلة الظلماء

كفّناني إن متّ في درع أروى‌

و امتحالي من بئر عروة مائي‌

- الشّعر للأحوص. و الغناء لمعبد رمل مطلق في مجرى الوسطى عن إسحاق- و تمام هذه الأبيات:

إنّني و الذي تحجّ قريش‌

بيته سالكين نقب كداء [2]

لملمّ بها و إن أبت منها

صادرا كالذي وردت بداء


[1] البزماورد: طعام يسمى «لقمة القاضي» و «فخذ الست» و «لقمة الخليفة»، و هو مصنوع من اللحم المقلي بالزبد و البيض. (انظر كتاب «التاج» للجاحظ ص 173 هامشة 3).

[2] كداء بأعلى مكة عند المحصب.

نام کتاب : الاغانی نویسنده : ابو الفرج الإصفهاني    جلد : 10  صفحه : 326
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست