فقلت بلى و
اللّه إني لأتعجّب منه و أكثر اللّعن له، فهل قلت في ذلك شيئا؟ فقال: نعم قلت:
/
لم لا يكون و إنّ ذاك لكائن
لبني البنات وراثة الأعمام
للبنت نصف كامل من ماله
و العمّ متروك بغير سهام
ما للطّليق و للتّراث و إنّما
صلّى الطليق مخافة الصّمصام
لازمه صالح
بن عطية الأضجم أياما ثم قتله:
أخبرني أحمد بن
عبيد اللّه بن عمّار قال حدّثني عليّ بن محمد بن سليمان النّوفليّ قال حدّثني صالح
بن عطية الأضجم قال:
لما قال مروان:
أنى يكون و ليس ذاك بكائن
لبني البنات وراثة الأعمام
لزمته و عاهدت
اللّه أن أغتاله فأقتله أيّ وقت أمكنني ذلك، و ما زلت ألاطفه و أبرّه و أكتب
أشعاره، حتى خصصت به، فأنس بي جدا، و عرفت ذلك بنو حفصة جميعا فأنسوا بي، و لم أزل
أطلب له غرّة حتى مرض من حمى أصابته، فلم أزل أظهر له الجزع عليه و ألازمه و
ألاطفه، حتى خلا لي البيت يوما فوثبت عليه فأخذت بحلقه فما فارقته حتى مات، فخرجت
و تركته، فخرج إليه أهله بعد ساعة فوجدوه ميتا، و ارتفعت الصّيحة فحضرت و تباكيت و
أظهرت الجزع عليه حتى دفن، و ما فطن بما فعلت أحد و لا اتهمني به.
نشأته و نسب
أمه شكلة:
ثم نعود إلى
ذكر إبراهيم بن المهديّ و أمّه شكلة [1]. و يكنى أبا إسحاق. و شكلة أمّه مولّدة،
كان/ أبوها من أصحاب المازيار، يقال له شاه أفرند، فقتل مع المازيار و سبيت بنته
شكلة، فحملت إلى المنصور، فوهبها لمحيّاة أمّ ولده فربّتها و بعثت بها إلى الطائف
فنشأت هناك و تفصّحت؛ فلما كبرت ردّت إليها. فرآها المهديّ/ عندها فأعجبته، فطلبها
من محيّاة فأعطته إيّاها، فولدت منه إبراهيم. و كان رجلا عاقلا فهما ديّنا [2]
أديبا شاعرا راوية للشعر و أيّام العرب خطيبا فصيحا حسن العارضة.
مدحه إسحاق
الموصلي:
و كان إسحاق
الموصليّ يقول: ما ولد العبّاس بن عبد المطّلب بعد عبد اللّه بن العباس: رجلا أفضل
من إبراهيم بن المهديّ. فقيل له: مع ما تبذّل له من الغناء؟ فقال: و هل تمّ فضله
إلا بذاك!. حدّثني بذلك محمد بن يزيد عن حمّاد عن أبيه.
كان ينسب ما
يصنع لشاريه و ريق جاريتيه:
و كان أشدّ خلق
اللّه إعظاما للغناء، و أحرصهم عليه، و أشدّهم منافسة فيه. و كانت صنعته ليّنة،
فكان إذا صنع شيئا
[1]
ضبط في «القاموس» بالقلم بفتح أوّله. و في الطبري بفتح أوّله و كسره.