الغناء لأبي
العبيس ثقيل أوّل. و فيه لرذاذ ثاني ثقيل. حدّثني أبو يعقوب إسحاق بن يعقوب
النّوبختيّ قال حدّثني جماعة من عمومتي و أهلنا أن رذاذا صنع في هذين البيتين لحنا
أعجب به الناس و استحسنوه، فلما كثر ذلك صنع فيه أبو العبيس لحنا آخر، فسقط لحن
رذاذ و اختار الناس لحن أبي العبيس.
مدح المتوكل
و ولاة العهود فأجازوه:
أخبرني حنظلة
قال حدّثني ميمون بن هارون قال:
لمّا عقد
المتوكّل لولاة العهود من ولده ركب بسرّ من رأى ركبة لم ير أحسن منها، و ركب ولاة
العهود بين يديه، و الأتراك بين أيديهم أولادهم يمشون بين يدي المتوكّل بمناطق
الذهب، في أيديهم الطّبرزينات [1] المحلّاة بالذّهب، ثم نزل في الماء فجلس فيه و
الجيش معه في الجوانحيّات [2] و سائر السفن، و جاء حتى نزل في القصر الذي يقال له
العروس، و أذن للناس فدخلوا إليه. فلما تكاملوا بين يديه، مثل إبراهيم بن العبّاس
بين الصفّين، فاستأذن في الإنشاد فأذن له، فقال:
قال: فأمر له
المتوكّل بمائة ألف درهم، و أمر له ولاة العهود بمثلها.
[1]
الطبرزين: آلة من السلاح تشبه الطبر (الفأس) أو هو الطبر بعينه. و هذا أصح لأن أصل
معناه الطبر المعلق في السرج. فالفرس كان من عادتهم أن يعلقوا الطبر في السروج.
(كتاب «الألفاظ الفارسية المعربة»).
[2]
الجوانحيات: نوع من السفن كما هو ظاهر من السياق.
[3] المطل:
اسم مكان أو قصر، كما هو ظاهر من السياق. و لم نقف عليه فيما بين أيدينا من معجمات
البلدان.