قال: فلقيه عبد
اللّه بن جدعان بعكاظ فحيّاه و قال له: هل تعرفني يا دريد؟ قال لا. قال: فلم
هجوتني؟
قال: و من أنت؟
قال: أنا عبد اللّه بن جدعان. قال: هجوتك لأنك كنت امرأ كريما، فأحببت أن أضع شعري
موضعه. فقال له عبد اللّه: لئن كنت هجوت لقد مدحت؛ و كساه و حمله على ناقة برحلها.
فقال دريد يمدحه:
إليك ابن جدعان أعملتها
مخفّفة للسّرى و النّصب
فلا خفض حتّى تلاقي امرأ
جواد الرّضا و حليم الغضب
و جلدا إذا الحرب مرّت به
يعين عليها بجزل الحطب
رحلت البلاد فما إن أرى
شبيه ابن جدعان وسط العرب
سوى ملك شامخ ملكه
له البحر يجري و عين الذّهب
تغزل في
الخنساء و خطبها فامتنعت و تهاجيا:
/ أخبرنا أبو
خليفة عن محمد بن سلّام موقوفا عليه لم يتجاوزه إلى غيره، و حدّثني حبيب بن نصر
المهلّبيّ و أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ قالا حدّثنا عمر بن شبّة عن الأصمعيّ و
أبي عبيدة، و أخبرني هاشم بن محمد الخزاعيّ قال حدّثنا أبو غسّان دماذ عن أبي
عبيدة، و أخبرني الحرميّ بن أبي العلاء قال حدّثنا الزّبير بن بكّار قال حدثني
عليّ بن المغيرة عن أبي عبيدة، و أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان/ قال حدّثني أبو
بكر العامريّ قال حدّثني ابن نوبة [3] عن أبي عمرو الشّيبانيّ، و أخبرني عمّي قال
حدّثنا ثعلب عن ابن الأعرابيّ [4]، و قد جمعت أخبارهم على اختلاف ألفاظهم في هذا
الموضع، أن دريد بن الصّمّة مرّ بالخنساء بنت عمرو بن الشّريد، و هي تهنأ بعيرا
لها و قد تبذّلت حتى فرغت منه، ثم نضت عنها ثيابها فاغتسلت و دريد بن الصّمّة
يراها و هي لا تشعر به فأعجبته؛ فانصرف إلى رحله و أنشأ يقول: