نام کتاب : المعجم المفصل في علم الصرف نویسنده : راجی اسمر جلد : 1 صفحه : 59
و الذين من لغتهم الإدغام يختلفون
في تحريك الثاني:
فمنهم من يحركه أبدا بحركة ما قبله
إتباعا فيقول «ردّ» و «فرّ» و
«عضّ» ما لم تتّصل به الهاء و الألف التي
للمؤنث، فإنّه يفتح على كل حال نحو «ردّها» و
«عضّها» و «فرّها»[1]، أو الهاء التي هي للمذكّر فإنه
يضمّه نحو: «ردّه» و «فرّه» و
«عضّه» و ذلك لأن الهاء خفيّة فكأنك قلت «ردّا» أو «ردّوا» فكما أنّك تفتح مع الألف و تضمّ مع
الواو فكذلك تفعل هنا لأنّ الهاء خفيّة أو لم تجىء بعد الفعل لكلمة أوّلها ساكن
فإنه يكسر أبدا نحو: «ردّ ابنك» و «ردّ القوم» و ذلك لأنّك قد كنت تحرك الآخر قبل الإدغام بالكسر على أصل
التقاء الساكنين نحو «اردد القوم» فلما أدغمت في هذا الموضع
حرّكت بالحركة التي كانت له قبل الإدغام، كما أنّهم لمّا حرّكوا «مذ» لالتقاء الساكنين فقالوا: «مذ اليوم» ضمّوا لأنّ الأصل فيه «منذ» فلمّا
حرّكوا أتوا بالحركة التي كانت له في الأصل.
و منهم من يفتح على كلّ حال. إلا
إذا كان بعده ساكن و ذلك لأنّه آثر التخفيف و اعتدّ بالهاء في مثل «ردّه» و لم يلتفت إلى خفائها إلا إذا كان بعده ساكن لأنه آثر حركة الأصل
على التخفيف.
و منهم من يفتح على كلّ حال- كان
بعده ساكن أو لم يكن- و ذلك لأنّه آثر التخفيف في جميع الأحوال.
و منهم من يكسر ذلك أجمع على كلّ
حال. و هؤلاء حرّكوا بالحركة التي هي لالتقاء الساكنين في الأصل.
هذا ما لم يتّصل بشيء من ذلك ألف
أو واو أو ياء فإن الحركة إذ ذاك تكون من جنس الحرف المتّصل به لا خلاف بينهم في
شيء من ذلك. نحو: «ردّا» و «ردّي» و
«ردّوا».
فأما «هلمّ» فللتركيب
الذي دخلها التزمت العرب فيها التخفيف لذلك، فحرّكوها بالفتح على كلّ حال إلا مع
الألف و الواو و الياء نحو: «هلمّا» و
«هلمّوا» و «هلمّي».
و إن لم تصل الحركة إلى الساكن
الثاني فإنّ العرب الحجازيين و غيرهم، لا يدغمون ذلك نحو: «رددت» و
كذلك «ارددن» لأنّ سكون الدال هنا لا يشبه سكون
الجزم، و لا سكون الأمر و النهي، و إن كان «ارددن» أمرا
لأنها إنما سكنت من أجل النون كما سكنت من أجل التاء في «رددت».
و السبب في أنّه لم يدغم مثل هذا
كما أدغم «ردّ» أن السكون في «اردد»- و إن كان بناء- أشبه المعرب من الوجهين
المتقدمين فحمل عليه في الإدغام و ليس بين سكون الدال في «رددت» و
أمثاله و بين المعرب شبه فلم يكن له ما يحمل عليه.