امتداد الحركة، و امتداد الحركة لا وجود له في الأعيان، لأنّ
الامتداد لا يحصل الّا عند حصول جزءين، و الجزءان لا يحصلان دفعة، بل عند حصول
الأول فالثّانى غير حاصل، و عند حصول الثانى فالأوّل فائت. و اذا لم يكن لامتداد
الحركة وجود في الأعيان لم يكن لمقدار هذا الامتداد وجود، لاستحالة قيام الموجود
بالمعدوم. و هذا الوجه لخصّه الامام أفضل الدّين فريد غيلان.
أقول: امتداد الشيء القارّ الذات يجب أن يكون فيما أجزاؤه حاصلة دفعة.
و أمّا امتداد الشيء غير القارّ الذات، فلا يمكن أن يكون فيما تكون
أجزاؤه حاصلة دفعة، بل يجب أن يكون فيما لا يوجد منه جزءان دفعة، و لو لم يكن
الامتداد في لفظ الزمان معقولا لما سمّى العقلاء الزمان بالمدّة المشتقّة من
الامتداد. و اعلم أنّ أرسطاطاليس قال: الزمان مقدار الحركة. و هذا المعترض زاد فيه
الامتداد ليعترض عليه بمثل هذا الكلام، و لم يعلم أنّ الامتداد هو المقدار المتصل.
فيكون في هذا التفسير تكرار غير محتاج إليه.
قال:و أمّا «الكميّاتالمنفصلة» فليست امورا وجوديّة، لأنّه لا معنى للعدد إلّا مجموع
الوحدات، و الوحدة لا يجوز أن تكون صفة ثبوتيّة زائدة على الذات، و إلّا لكان كلّ
واحد من أشخاص تلك الماهيّة واحدة، فيلزم التسلسل و لأنّ الاثنينيّة لو كانت صفة
واحدة و هي قائمة بالوحدتين فإمّا أن تكون بتمامها قائمة بكلّ واحدة من الوحدتين،
فيلزم قيام الواحد بالاثنين و يلزم أن يكون كلّ وحدة وحدها اثنين، و هو محال. و إن
توزّعت على الوحدتين كان القائم بكلّ واحدة من الوحدتين غير القائم بالاخرى فلم
تكن الاثنينيّة صفة واحدة، بل مجموع أمرين.
و إن جاز ذلك فنجعل الاثنينيّة نفس تينك الوحدتين.
أمّا الفلاسفة فقد احتجّوا على كون الوحدة صفة ثبوتيّة بأنّ الانسان
الواحد يخالف العشرة في مسمّى الواحديّة، و يشاركها في مسمّى الانسانيّة. و
الواحديّة صفة زائدة على الماهيّة، و ليست أمرا عدميّا، لأنّها لو كانت عدما لكانت
عدم