و وقع منه أشياء منكرة في حقّ الصّحابة، فضرب
«ابن مسعود» [1] حتى مات [2]، و أحرق مصحفه [3].
و ضرب «أبا ذر» [4] و نفاه الى الربذة [5].
[1]و هو الصحابي الكبير عبد الله بن مسعود
الذي مات رسول الله (ص) و هو يحبّه على ما رواه احمد بن حنبل في مسنده ج 4 ص 203،
و قال (ص) فيه: «من احب ان يقرأ القرآن كما انزل فليقرأه بقراءة ابن أمّ عبد».
و رواه أيضا في الفضائل، الاحاديث: 1537،
1553، 1554 و شرح نهج البلاغة ج 3 ص 45.
(... و اجيب بان ضرب ابن مسعود- ان صحّ- فقد
قيل: انه لمّا أراد عثمان ان يجمع الناس على مصحف واحد و يرفع الاختلاف بينهم في
كتاب الله طلب مصحفه فأبى ... فأدّبه عثمان لينقاد ...)!!.
(شرح القوشجي ص 409)
[3]روى ذلك البخاري في باب جمع القرآن من
كتاب فضائل القرآن.
[4]ابو ذر هو الصحابي الكبير «جندب بن
جنادة» الذي كان ينطق بالحق اينما كان، لا تأخذه فيه لومة لائم، و قد تعرض لصنوف
الإهانة و الاستخفاف في إمارة عثمان، لانه كان ينهى الاسرة الحاكمة عن البذخ و
الاسراف و التبذير على حساب بيت مال المسلمين.
و قد ورد في مناقبه روايات عديدة منها:
ان رسول الله (ص) قال فيه: «ما أظلت الخضراء و
لا أقلّت الغبراء من رجل أصدق لهجة من أبي ذر»، رواه احمد بن حنبل في مسنده ج 2 ص
163 و 170 و 223 و ج 5 ص 197 و ج 6 ص 442.
و كان أحد أربعة أمر الله نبيّه بحبهم و اخبره
انه يحبهم، على ما رواه احمد بن حنبل في مسنده ج 5 ص 351 و 356.
[5]و اما ما ذكره المؤرخون عن كيفية نفي هذا
العبد الصالح الى الربذة، و القساوة التي عومل بها فلا نتعرض لذكرها مخافة
التطويل، و قد ذكر شطرا منها ابن ابي الحديد في شرح النهج ج 3 ص 58.
الا اننا نشير الى ان نفي أبي ذر و ابعاده
آثار سخط الصحابة و هذا ما يرويه لنا احمد بن حنبل باسناده الى ابى الدّرداء، انه
لما علم بنفي أبي ذر قال:
(... اللهم ان كذبوا أبا ذر فاني لا أكذبه،
اللهم و إن اتهموه فإني لا أتهمه، اللهم و ان استغشوه فاني لا استغشه، فان رسول
الله (ص) كان يأتمنه حين لا يأتمن أحدا، و يسرّ إليه حين لا يسرّ الى أحد، أما و
الذي نفس أبي الدرداء بيده لو أن أبا ذر قطع يميني ما أبغضته بعد الذي سمعت من
رسول الله (ص) يقول: ما اظلّت الخضراء و لا أقلّت الغبراء من ذي لهجة أصدق من ابي
ذر.).