و ولى عبد الله بن سعد بن ابي سرح- الذي أهدر
رسول الله (ص) دمه لارتداده- مصر، و لما تظلّم منه اهل مصر و صرفه عنهم بمحمد بن
ابي بكر، كاتبه سرّا بان يستمر على الولاية، و امره بقتل محمد بن ابي بكر و غيره
ممن يرد عليه، فأبطن خلاف ما أظهره.
و عند ما ظفر مبعوثو أهل مصر بالكتاب صار ذلك
سببا في محاصرته و ذريعة الى قتله.
و قد ذكر المؤرخون تأمير عثمان الاحداث و
الفسقة على المسلمين ذكر ذلك ابن قتيبة في الامامة و السياسة/ باب ما أنكر الناس
على عثمان ص 30، و ابن عبد ربه في العقد الفريد ج 3 ص 77.
فاعطى عبد الله بن أبي سرح- أخاه من الرضاعة-
جميع ما أفاء الله على المسلمين من فتح افريقيا و هي من طرابلس الغرب الى طنجة من
غير ان يشركه فيه أحدا من المسلمين.
و اعطى أبا سفيان بن حرب مائتي الف من بيت
المال في اليوم الذي امر فيه لمروان بن الحكم بمائة الف من بيت المال. و قد كان
زوّجه ابنته «أم أبان».
و أتاه أبو موسى من العراق بأموال جليلة،
فقسمها كلها في بني أميّة، بالصّحاف.
و أنكح الحارث بن الحكم ابنته عائشة، فاعطاه
مائة الف من بيت المال.
و روي أيضا انه ولىّ الحكم بن ابي العاص- طريد
رسول الله (ص)- صدقات قضاعة، فبلغت ثلاثمائة الف الف، فوهبها له حين أتاه بها.
و هذا غيض من فيض ما ذكره ابن ابي الحديد في
شرح نهج البلاغة ج 1 ص 198 و 199 و ج 3 ص 33- 39.
و قال أبو الفدا في تاريخه ج 1 ص 187:
(... و أعطى عثمان مروان بن الحكم خمس
افريقيا و هو خمس مائة الف دينار و أقطعه فدكا ...).
و يحدثنا الطبري عن خمس افريقيا فيقول:
(... كان الذي صالحهم عليه عبد الله بن سعد
«ابن ابي سرح» ثلاثمائة قنطار ذهب ...).
تاريخ الطبري ج 3 ص 50
[3]و قد ذكر ابن ابي الحديد في ج 3 ص 39 من
شرح نهج البلاغة:
(... ان عثمان كان يحمي «الشرف» لإبله- و
كانت الف بعير- و لابل الحكم بن ابي العاص، و يحمي «الربذة» لابل الصدقة، و يحمي
«البقيع» لخيل المسلمين و خيله و خيل بني أمية).
و عمله هذا ينافي ما قرره رسول الله (ص) فانه
(ص) جعل المسلمين سواء في الماء و الكلأ. و عليه فلا يجوز لاحد ان يحمي الكلأ عن
المسلمين و لو لإبل الصدقة.