و يفتقر الى توسّط الرّطوبة اللّعابيّة الخالية
عن المثل و الضّدّ[1].
و منه: الشّمّ.
و يفتقر الى وصول الهواء المنفعل (أو)[2] ذي الرائحة
الى الخيشوم[3].
و منه: السمع.
و هو[4] يتوقّف على وصول
الهواء المنضغط الى الصّماخ.[5]
و الأعضاء الموجودة داخل الصدر و البطن، و هو
حينئذ يعتبر دليلا على إصابة الانسجة أو مرضها.
و كلّ من هذه الأعضاء مفيد للإنسان، فكلّ منها
أداة انذار بأن الجسم قد أصيب.
و منها ما يصاحب الفعل المنعكس التلقائي الذي
كثيرا ما يباعد الجزء المصاب عن السبب الذي يحدث الضرر به. (المعرفة ص 846- 847
بتصرّف)
[1]إنّ التّذوّق يكون بواسطة أعضاء التّذوّق
أو براعم التذوق، و يشبه- كلّ برعم من براعم التّذوق- قارورة ضئيلة، رقبتها مفتوحة
ناحية تجويف الفم.
و عند ما نأكل، تلامس بعض العناصر الذائبة في
الطّعام براعم التذوّق، و تصل الى الخلايا التذوّقية بالداخل.
و تبعث هذه الخلايا ومضات يتمّ التقاطها
بوساطة الخيوط العصبيّة في قاعدة البرعم، كما يتم نقلها الى المخ.
و رغم أنّه من الميسور أن نميّز كثيرا من
المواد المختلفة بتذوّقها، إلّا أنّ اللّسان في الحقيقة قادر على التمييز- فقط-
بين أربعة أطعمة مختلفة: الحلو، الحامض، المر، المالح، أمّا النكهات العديدة التي
خبرناها، فهي مزيج من هذه الأطعمة، يقترن بالإحساس بالتّكوين و الحرارة و
الرّائحة. (المعرفة ص 783)
[2]ب، ج، د: (من) ذي الرائحة، و ما أثبتناه
في المتن أولى، لشموله: الغازات ذوات الرائحة- أيضا-.
[3]تعمل حاسّة الشّمّ حين تمرّ كميّة كافية
من الهواء المتأثر بمادة ذات رائحة، أو الغازات ذات الرائحة المميّزة- ذاتها- لتصل
الى الغشاء المخاطي الشميّ داخل الأنف، و هكذا فان جزئيات كلّ من هذه المواد تلامس
الشعيرات الشميّة، و هذا التّلامس يدفع الخلايا التي تحمل الشّعيرات الى أن تفرغ
دفقات عصبيّة (ركضات عصبيّة) في الألياف من ناحيتها العميقة، و ترتحل هذه الرّكضات
(الدّفقات) عبر الألياف الموجودة في العصب الشّمّي الى الانتفاخ الشّمّي، و من
هناك ترسل الى المخّ. و بعد مسيرة معقّدة تصل هذه الرّكضات الى ذلك الجزء من المخ
الذي يسمّى (بقرن آمون) حيث يتمّ إدراكها أثناء اليقظة في صورة «حاسة الشمّ»
(المعرفة ص 445).
[4]الف: و قد- و هو خطأ- و كلمة (هو) ساقط
من ب، ج، د، و ما نقلناه هنا فهو من هامش ج: في نسخة.
[5]عند ما يتموّج الهواء بالقلع أو القرع أو
نتيجة لحركة الأوتار الصّوتيّة عند التّكلّم، فإنّ صيوان الأذن