نام کتاب : الهيات المحاكمات نویسنده : الرازي، قطب الدين جلد : 1 صفحه : 92
لسائر الوجودات في طبيعة الوجود[1] و امتياز الأشياء المتساوية[2] في تمام الماهيّة بعضها عن بعض لا بدّ و أن يكون بأمر من خارج، وجب
أن يكون انفصال ذاته عن سائر الوجودات بأمر زائد. و قد التزم هذا في إلهيات الشفاء
بقوله: «الوجود لا بشرط مشترك بين الواجب و الممكن، و الوجود بشرط لا هو ذات الواجب
و حقيقته. و هذا يقتضي أن يكون امتياز ذاته- تعالى- عن غيره بهذا القيد السلبي
[59]».
قال الشارح: أمّا الاعتراضات المبنيّة على مساواة الوجودين فهي
منحلّة بما مرّ.
و أمّا ما نقله عن «الشفاء»
فشرط العدم ليس أمرا زائدا في الخارج، بل في الاعتبار فقط و الكلام
إنّما هو بحسب نفس الأمر. و أيضا وجودات الممكنات ليست متحقّقة[3] في الخارج، و انفصال الوجود الخارجي عن المعدومات لا يحتاج إلى شيء
غير ذاته.
[212/
1- 63/ 3] قوله: هذا مبنيّ على أنّ الحدّ لا يحصل إلّا من الجنس و الفصل.
مع أنّه ذكر في «الحكمة المشرقية» أنّ الحدّ قد يقع باللوازم، فعدم التركيب العقلي لا يستلزم
عدم التحديد، لجواز أن يحدّ باللوازم [60].
أجاب: بأنّ المراد ليس مطلق الحدّ، بل الحدّ المقتضي للتركيب أي[4]: الحدّ المركّب من الجنس و الفصل، أو من الفصول. فلمّا نفى التركيب
بحسب الماهية نفى الحدّ المقتضى له.
ثمّ لو كان المراد مطلق التعريف الحدّي فنقول: الحدّ إمّا
بالذاتيات، أو باللوازم، و كلّ منهما منتف أمّا الأوّل فلما تبيّن و أمّا الثاني
فلأنّه ليس له لازم، لأنّه منفصل الحقيقة عمّا عداه، فإنّ الحكماء لا يثبتون له
لوازم مقارنة إذ صفاته عندهم عين ذاته، بل لوازم مباينة[5]، فلا يمكن تعريفه باللوازم
أمّا[6] المقارنة فلعدمها، و أمّا المباينة فلامتناع التعريف بالمباين.