نام کتاب : الهيات المحاكمات نویسنده : الرازي، قطب الدين جلد : 1 صفحه : 433
في الواجب، و ارتسام الصور المادّية الشخصيّة و إن كانت مجرّدة عن
خصوصية الحالية و الاستقبالية و الماضوية في المجرّد محال عند الشيخ و سائر
المحقّقين، إذ ظاهر أنّ بمجرّد حذف تلك الاوصاف الثلاثة لا يخرج عن الجزئية و
الشخصية المانعة لارتسام صورها في المجرّد العاقل. نعم! لو كان المانع من تعقّل
الجزئيّات المتغيّرة مجرّد لزوم التغيّر في صفته- تعالى- لأمكن توجيهه بما ذكره
صاحب المحاكمات لكن الكلام في أنّه كيف يرتسم صور الجزئيات المادّية في المجرّد
الصرف.
ثمّ أقول على هذا المقام: إنّه لو كان المانع من تعقّل الواجب
الجزئيات المتغيّرة لزوم التغيّر في صفته- تعالى- لزم عدم تعقّله لبعض الكلّيات
المتغيّرة، فإنّ أنواع المركّبات المتولّدة بعضها حادث بلا شبهة كالبغل مثلا،
فيلزم عدم تعقّله- تعالى- له! فإن قيل: بل تعقّله لا من حيث إنّه متغيّر قلت:
فكذا الجزئيات، فلا معنى لقولهم: «إنّه لا يعلم الجزئيات المتغيّرة دون الكلّيات».
اللّهمّ إلّا أن يقال: لمّا كان هذا الحكم أي: التغيّر في الجزئيات
أشمل و أظهر قالوا هكذا، و إلّا فالمراد أنّه لا يعلم المتغيّرات من حيث التغيير.
هذا نهاية التحقيق في هذا المقام. و التكلان على التوفيق.
[75/
2- 314/ 3] قال الشارح: فإنّ العالم بكون زيد في الدار يتغيّر علمه بخروجه ...
هذا حقّ! و إن قيل: إنّ العلم كالقدرة صفة واحدة ذات إضافات مختلفة
كالقدرة، فالتغيّر لا يقع إلّا في إضافاته لا فيه نفسه.
الهيات المحاكمات 433 [75/ 2 - 314/ 3] قال الشارح: فإن
العالم بكون زيد في الدار يتغير علمه بخروجه... ..... ص : 433
36).
يمكن الجواب عن هذا النقض بأنّ الإضافات المحضة ليست كمالات معتدّا
بها بموصوفاتها إلى غير موصوفها. و لا يخرجها كونها وجودية عن ذلك، لأنّ هذا لازم
لها من حيث افتقارها في نفسها إلى غير موصوفها، و ذلك لا يزول بكونها وجودية، و
لهذا قال في بحث الغنى التامّ: «إنّ الافتقار من جهة الصفة الإضافية لا يوجب الفقر و لا ينافي الغنى
التامّ».
نام کتاب : الهيات المحاكمات نویسنده : الرازي، قطب الدين جلد : 1 صفحه : 433