لمّا ترجم هذا النمط بثلاثة أمور: الغايات، و مباديها، و الترتيب
فالأنسب ما ذكره الشارح. فإنّ الشيخ في هذا النمط نفى أوّلا غايات أفعال المبادي[2] العالية، ثمّ أثبت غايات حركات الأفلاك و هي تشبهها بالعقول، و كلّ
ذلك كلام في الغايات، ثمّ أثبت مبادى الغايات و هي العقول.
و لمّا كان بيان الغايات مفضيا إلى إثبات العقول قدّمها، ثمّ أخذ في
الدلائل الآخر على وجودها، ثمّ شرع في ترتيب الموجودات. فقد رتّب[3] المباحث في[4] النمط
على ما عنون به. هذا خلاصة ما ذكره الشارح[5].
و قول الإمام: «أوّل مقصد[6] في هذا النمط أنّ كلّ فاعل بالقصد و الإرادة فهو مستكمل بفعله»،
منظور فيه. لأنّ المقصد ليس هذه المسألة، لما تبيّن[7] في النمط السابق من ذهابهم إلى أنّه[8] تعالى مختار [1]، فلا بدّ من القول بإرادته. فلو كان كلّ فاعل بالقصد
و الإرادة مستكملا بفعله لزم أن يكون[9] تعالى
مستكملا بفعله، و إنّه محال بل المقصد[10] أنّ
كلّ فاعل