يبحث لهم و معهم عن العلوم الإسلامية و الفنون الطبيّة و الرياضيّة.
5- وقوفه بين الإسماعيليّة انزعج الطوسىّ إثر هجمات المغول على البلاد
الشّرقيّة إلى العراق ثمّ ابتلى و اخذ فمكث عند ناصر الدّين محتشم «قهستان» و علاء الدّين ملك «الموت»، بين 632- 654، و كتب فى تلك السّنوات كتبا و رسائل كثيرة، منها شرح
الإشارات و اخلاق ناصرى و اخلاق محتشمى، و كان مرجعا لهم فى مهامّ الامور
العلميّة.
6- فى دولة هلاكو كان بعد استيصال الإسماعيليّة- سنة 654- عند هلاكو. و
بعد فتح بغداد على يد هلاكو و انقراض بنى العبّاس- 656- سافر إلى الحلّة و حضر
مجلس المحقق الحلّىّ، فقيه الإمامية فى عصره، حين كان يلقى درسه على تلامذته، فقطع
درسه تعظيما للطوسىّ، لكنّه أمرهم بإتمام الدّرس، فجرى البحث عن استحباب التّياسر،
فقال الطوسىّ: لا وجه له لأنّ الاستحباب إن كان من القبلة إلى غيرها فهو حرام، و
إن كان من غيرها إليها فهو واجب. فقال المحقق فى الحال: منها إليها، فسكت. ثمّ
ألّفا لمحقّق فى ذلك رسالة و أرسلها إليه، فاستحسنها. فعظّم بسفره هذا شعائر العلم
و الدّين. و سافر بعد ذلك إلى خراسان و قهستان و بغداد، عدّة رحلات، و قد قضى من
ذلك الحين دهره فى الاهتمام بأمر الرّصد فى مراغة و التّربية و الإعداد لأهل العلم
و التوجّه نحو مصالح المسلمين.
7- إنشاؤه الرّصد صار مأمورا ببناء الرّصد فى مراغة فأعدّ له عدّته و
جمع أموالا كثيرة و دعى إليه طائفة من أهل العلم و الفنّ. فشرع- 657- فى تأسيس
الرّصد العظيم خارج مراغة، و جعل فى الرّصد دارا و السعة و استنبط آلات عديدة
شريفة للإرصاد.
و كان فى خدمته من العلماء و المهندسين عدد كثير، هم أفضل أهل
زمانهم. منهم مؤيّد الدّين العرضىّ الدّمشقىّ، و فخر الدّين الخلّاطىّ التّفليسىّ
و نجم الدّين الكاتبىّ القزوينىّ و فخر الدّين المراغىّ و تومجى الخانبالغى
الصّينىّ. و كتب نتيجة الإرصادات فى كتاب عظيم معروف ب زيج ايلخانى، و استفاد منه
المنجّمون فى