نام کتاب : كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء - ط الحديثة نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ جعفر جلد : 3 صفحه : 104
من الكتاب من سهولة أمرها أنّها مبنية على المسامحة ، دون المداقّة.
وكفى شاهداً
على صحّة ما ذكرناه أنّه ليس في الأخبار تعرّض لأمرها ولا بيانها ، سوى قول أحدهما
عليهماالسلام لابن مسلم في وضع الجَدي في القفاء [١] ، وله عرض
عريض.
وقول الصّادق عليهالسلام لرجل سأله : «اجعل الجَدي على يمينك ، وإذا كنت في طريق
مَكّة فاجعله في قفاك» [٢] وفي الخبرين من الإجمال ما لا يخفى.
ويُستحبّ
لهؤلاء التياسر قليلاً ؛ مُعلّلاً في الأخبار بأنّ أنصباء [٣] الحرم من طرف
اليسار ثمانية أميال ، ومن طرف اليمين أربعة ، فالميل إلى اليسار أبعد عن احتمال
الخروج عن الحدود [٤]. والقول به بناء على المسامحة قويّ ؛ إذ ليس فيه خروج
عن القبلة ، بل منها إليها ، وهو أبين شاهد على أمر المسامحة.
وقول النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في تفسير (وَبِالنَّجْمِ هُمْ
يَهْتَدُونَ)[٥] في رواية السّكوني : «إنّ المراد بالنجم الجَدي ؛ لأنّه
نجم لا يزول ، وعليه بناء القبلة ، وبه يهتدي أهل البَرّ ، والبحر» [٦] مع عدم
التعرّض كما في الرّوايتين المتقدّمتين لعلوّ الارتفاع والانخفاض ، مع ظهور
الاختلاف شاهد على ما ذكرناه.
رابعها
: بالنّسبة إلى
أهل الشام ومن يُسامتهم من الجانبين ، وقبلتهم الركن الشامي أو ما حاذاه.
وعلامتهم : وضع
بنات النّعش الكُبرى وهي ثلاثة منها حال غيبوبتها