و أجاز الكوفيون تقديم المعطوف بشروط تذكر فى موضعها. الثالث:
اختلف فى العامل فى التابع فذهب الجمهور إلى أن العامل فيه هو العامل فى المتبوع و
اختاره الناظم و هو ظاهر مذهبالنصف قليلا و هى غير معروفة فى استعمال اللغة و اختار أن نصفه بدل
من الليل إلا قليلا، و أن المراد بالليل الليالى بناء على استغراقية أل، و بالقليل
منها ليالى الأعذار كالمرض و السفر فأبدل نصفه من الليالى التى لا عذر فيها و
المعنى قم الليالى التى لا عذر فيها نصفها أى نصف كل منها لكن ذكر الضمير المضاف
إليه نصف لكون الليل مفردا مذكرا فى اللفظ، و أن المراد بالقليل فى قوله أو انقص
منه قليلا أو زد عليه أى قليلا هو السدس فخير صلّى اللّه عليه و سلّم بين قيام نصف
الليل و ثلثه و ثلثيه. قوله: (إذا كان) أى الصفة و التذكير باعتبار المذكور أو
النعت و فى بعض النسخ إذا كانت و هى ظاهرة.
قوله: (ظلامة) قال البعض: منصوب بنزع الخافض أى بظلامة اه. و لا
حاجة إليه بل الظاهر أنه مفعول به حقيقة أى و لست مبقيا ظلامة لأحد بل أزيلها، قال
العينى و تبعه غيره كشيخنا و البعض و ذاك إشارة إلى المذكور من الظلامة اه. و
الأحسن إرجاع الإشارة إلى إقرار الظلامة المفهوم من مقرا و فتح ياء المتكلم جائز
اختيارا إجماعا، فقول العينى حركت الياء للضرورة غير صحيح. قوله: (بشروط تذكر فى
موضعها) أى عند قوله: و حذف متبوع إلخ.
قوله: (اختلف فى العامل فى التابع) أى غير البدل بقرينة قوله: فذهب
إلخ لأن مذهب الجمهور فى البدل كما فى الهمع أن عامله محذوف بدليل ظهوره جوازا مع
الظاهر و وجوبا مع الضمير نحو: مررت بزيد به فإعادة عامل الجر فى نحوه واجبة، و
بهذا يعلم ما فى كلام الإسقاطى من الخلل و زيف الدمامينى الدليل بجعل الجار و
المجرور الثانى بدلا من الجار و المجرور الأول و العامل ما قبل الجار الأول و هو
غير معاد. و أما مذهب غيرهم فهو أن العامل فى البدل هو العامل فى المبدل منه.
قوله: (فذهب الجمهور) و قيل العامل فى النعت و البيان و التوكيد
التبعية و قيل: مقدر و فى النسق مقدر و قيل: حرف العطف نيابة كذا فى الدمامينى و
الهمع، قال الدمامينى: فائدة الخلاف عدم جواز (605)- هو من الطويل و صدره:
و لست مقرا للرجال ظلامة
و ذاك إشارة إلى ما ذكر من الظلامة. و عمى فاعل أبى أى امتنع و خاليا
أصله و خالى حركت الياء للضرورة.
و الشاهد فى: الأكرمان فإنه صفة للعم و الخال فقدمهما على أحد
الموصوفين. و نحوه: قام زيد العاقلان و عمرو فالجمهور على رده.
[605] - البيت بلا نسبة فى الدرر 6/ 17 و مغنى اللبيب
2/ 617 و المقاصد النحوية 4/ 73 و همع الهوامع 2/ 12.
نام کتاب : حاشية الصبان على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك و معه شرح الشواهد للعيني نویسنده : الصبان الشافعي جلد : 3 صفحه : 90