نام کتاب : حاشية الصبان على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك و معه شرح الشواهد للعيني نویسنده : الصبان الشافعي جلد : 3 صفحه : 89
فالتابع هو المشارك لما قبله فى إعرابه الحاصل و المتجدد غير خبر.
فخرج بالحاصل و المتجدد خبر المبتدأ و المفعول الثانى و حال المنصوب. و بغير خبر
حامض من قولك هذا حلو حامض.
تنبيهات: الأول: سيأتى أن التوكيد و البدل و عطف النسق تتبع غير
الاسم و إنما خص الأسماء بالذكر لكونها الأصل فى ذلك. الثانى: فى قوله الأول إشارة
إلى منع تقديم التابع علىقوله: (و عطف) أى بيان أو نسق. قوله: (الحاصل) أى فى هذا التركيب و
المتجدد أى تركيب آخر.
قوله: (غير خبر) حال من ضمير المشارك. قوله: (فخرج بالحاصل و
المتجدد) أى بمجموعهما، و لو قال فخرج بقولنا و المتجدد لكان أحسن لأنه المخرج
لخبر المبتدأ أى غير الثانى من الخبر المتعدد كما يدل عليه ما بعده. قوله: (حامض
إلخ) مقتضاه أن حامض خبر بعد خبر و هو الموافق لما سبق أن نحو الرمان حلو حامض مما
تعدد فيه الخبر لفظا و لا ينافيه قول بعضهم أنه جزء خبر لأنه ناظر إلى المعنى.
قوله: (إن التوكيد) أى اللفظى أما المعنوى فمختص بالأسماء كالنعت و عطف البيان و
لذلك كانت الأسماء أصلا فى ذلك. قوله: (لكونها الأصل فى ذلك) فيكون تقديمها على
الفاعل فى عبارته للاهتمام لا للحصر.
قوله: (إلى منع تقديم التابع إلخ) مثل التابع معموله فلا يجوز هذا
طعامك رجل يأكل قال البعض: لأن المعمول لا يحل إلا حيث يحل عامله اه. و هو منقوض
بنحو زيدا لم أضرب. و جوز الكوفيون تقديم المعمول و وافقهم الزمخشرى فى قوله
تعالى:وَ
قُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغاً [النساء: 63] فجعل فى أنفسهم متعلقا ببليغا.
فائدة: يجوز الفصل بين التابع و المتبوع بغير أجنبى محض كمعمول
الوصف نحو:ذلِكَ
حَشْرٌ عَلَيْنا يَسِيرٌ [سورة ق: 44] و معمول الموصوف نحو: يعجنبى ضربك زيدا الشديد و عامله
نحو: زيدا ضربت القائم، و مفسر عامله نحو:إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ
لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ [النساء:
176] و معمول عامل الموصوف نحو:سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ عالِمِ الْغَيْبِ [المؤمنون: 91- 92] و
المبتدأ الذى خبره فيه الموصوف نحو:أَ فِي اللَّهِ شَكٌّ فاطِرِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ [إبراهيم: 10] و الخبر نحو:
زيد قائم العاقل، و القسم نحو: زيد و اللّه العاقل قائم، و جواب القسم نحو:بَلى وَ رَبِّي
لَتَأْتِيَنَّكُمْ عالِمِ الْغَيْبِ [سبأ: 3] و الاعتراض نحو:وَ إِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ
تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ [الواقعة:
76] و الاستثناء نحو: ما جاءنى أحد إلا زيدا خير منك، و من الفصل بين التأكيد و
المؤكدوَ
لا يَحْزَنَّ وَ يَرْضَيْنَ بِما آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَ [الأحزاب: 51] و بين المعطوف و المعطوف عليهوَ امْسَحُوا
بِرُؤُسِكُمْ [المائدة:
6] فصل بين الأيدى و الأرجل على قراءة نصب الأرجل، و بين البدل و المبدل منه:قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا
قَلِيلًا نِصْفَهُ [المزمل:
2- 3] بخلاف الأجنبى بالكلية من التابع و المتبوع، فلا يقال: مررت برجل على فرس
عاقل أبيض. و كذا لا يجوز فصل نعت المبهم و نحوه مما لا يستغنى عن الصفة من منعوته
فلا يقال: ضربت هذا زيدا الرجل و لا الشعرى طلعت العبور كذا فى الهمع. و اعترض
الأخير باستغناء الشعرى فى قوله تعالى:وَ أَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى [النجم: 49] و ما ذكره من أن نصفه بدل من الليل هو أحد أوجه ذكرها
البيضاوى و غيره و الاستثناء عليه من نصفه و الضمير فى منه و عليه للأقل من النصف
كالثلث فيكون التخيير بين الأقل منه كالربع و الأكثر منه كالنصف، و منها أن
الاستثناء من الليل و نصفه بدل من قليلا فيكون التخيير بين النصف و الزائد عليه
كالثلثين و الناقص عنه كالثلث، و اعترضه الشهاب القرافى بأنه يقتضى تسمية
نام کتاب : حاشية الصبان على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك و معه شرح الشواهد للعيني نویسنده : الصبان الشافعي جلد : 3 صفحه : 89