و نظيره فى الكثرة وقوع ما كان بعد فعل التعجب نحو: ما أحسن ما كان
زيد، فما مصدرية و كان تامة رافعة ما بعدها بالفاعلية، فإن قصد الاستقبال جىء
بيكون. الثالث: يجر ما تعلق بفعلى التعجب من غير ما ذكر بإلى إن كان فاعلا نحو: ما
أحب زيدا إلى عمرو و إلا فالباء إن كانا من مفهم علما أو جهلا نحو: ما أعرف زيدا
بعمرو و ما أجهل خالدا ببكر، و باللام إن كانا من متعد غيره نحو: ما أضرب زيدا
لعمرو، و إن كانا من متعد بحرف جر فيما كان يتعدى به نحو:
ما أغضبنى على زيد. و يقال فى التعجب من كسا زيد الفقراء الثياب و
ظن عمرو بشرا صديقا، ما أكسى زيدا للفقراء الثياب و ما أظن عمرا لبشر صديقا و
انتصاب الآخر بمدلول عليه بأفعل لا به خلافا للكوفيين.
موصولا و كان ناقصة و نصب زيد على أنه خبرها و ضعفه فى المغنى.
قوله: (فإن قصد الاستقبال جىء بيكون) هذا مبنىّ على الصحيح المتقدم من عدم اشتراط
كونه واقعا. قوله: (ما تعلق بفعلى التعجب) أى ما عمل فيه فعل التعجب و قوله من غير
ما ذكر أراد بما ذكر ما تعجب من وصفه منصوبا أو مجرورا، و يحتمل أنه أراد به الظرف
و المجرور المفصول بهما بين الفعل و معموله المتعجب من وصفه و لا مانع من إرادتهما
معا. قوله: (بإلى إن كان فاعلا) و إنما يكون ذلك بعد مفهم حب أو بغض اه. دمامينى.
قوله: (إن كانا من متعد غيره) أى بنفسه بدليل ما بعد.
قوله: (نحو ما أضرب زيدا لعمرو) مثله ما أحب زيدا لعمرو فزيد فاعل
الحب و عمرو مفعوله بعكس ما أحب زيدا إلى عمرو. قوله: (بمدلول عليه بأفعل) أى بفعل
مقدر مدلول عليه بأفعل لا بأفعل لما علمت من أنه لا ينصب إلا مفعولا واحدا تقديره
فى الأول يكسوهم و فى الثانى يظنه قوله: (ما عدم التعدى) أى ما عدم أصله الذى صيغ
منه التعدى. قوله: (فى الأصل) أى قبل التعجب و قوله: أو الحال أى فى حال التعجب و
هو مبنى على أن من شروط التعجب أن يكون الفعل على زنة فعل أصلا أو تحويلا و تقدم
ما فيه فالهمزة على- الصحيح من عدم اشتراط ذلك- لتعدية الفعل إلى مفعول كان قبلها
فاعلا.
(569)- قاله
عبد اللّه بن رواحة الأنصارى الصحابى- رضى اللّه عنه- يخاطب به النبى صلّى اللّه
عليه و سلّم و الشاهد فى زيادة كان ما أسعد. و من أجابك فى محل الرفع لأنه فاعل
فعل التعجب. و آخذا حال من الضمير الذى فى أجابك. و كذا مجتنبا. و هوى مفعوله و
عنادا عطفا عليه.
[569] - البيت لعبد اللّه بن رواحة فى المقاصد النحوية
3/ 663 و ليس فى ديوانه و بلا نسبة فى شرح عمدة الحافظ ص 211، 752.
نام کتاب : حاشية الصبان على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك و معه شرح الشواهد للعيني نویسنده : الصبان الشافعي جلد : 3 صفحه : 39