فإن كان الظرف و المجرور غير متعلقين بفعل التعجب امتنع الفصل
بهما. قال فى شرح التسهيل بلا خلاف فلا يجوز ما أحسن بمعروف آمرا، و لا ما أحسن
عندك جالسا و لا أحسن فى الدار عندك بجالس.
تنبيهات: الأول: قال فى شرح الكافية لا خلاف فى منع تقديم المتعجب
منه على فعل التعجب و لا فى منع الفصل بينهما بغير ظرف و جار و مجرور، و تبعه
الشارح فى نفى أصل الخلاف عن غير الظرف و المجرور قال كالحال و المنادى، لكن قد
أجاز الجرمى من البصريين و هشام من الكوفيين الفصل بالحال نحو ما أحسن مجردة هندا.
و قد ورد فى الكلام الفصيح ما يدل على جواز الفصل بالنداء و ذلك كقول علىّ كرم
اللّه وجهه: أعزز علىّ أبا اليقظان أن أراك صريعا مجدلا. قال فى شرح التسهيل: و
هذا مصحح للفصل بالنداء. و أجاز الجرمى الفصل بالمصدر نحو: ما أحسن إحسانا زيدا. و
منعه الجمهور لمنعهم أن يكون له مصدر. و أجاز ابن كيسان الفصل بلولا و مصحوبها نحو
ما أحسن لو لا بخله زيدا و لا حجة له على ذلك.
الثانى: قد سبق فى باب كان أنها تزاد كثيرا بين ما و فعل التعجب
نحو: ما كان أحسن زيدا.
و منه قوله:
قوله: (و لا أحسن فى الدار عندك) كذا فى نسخ. و هو يدل على ما قلنا
من جواز الفصل بمجموع الظرف و الجار و المجرور و فى نسخ و لا أحسن فى الدار أو
عندك. قوله: (عن غير الظرف و المجرور) أى عن الفصل بغير الظرف و المجرور. قوله:
(كقول على إلخ) أى فى حق عمار بن ياسر حين رآه مقتولا و هو نثر لا نظم. و قوله:
مجدلا أى مرميا على الجدالة بالفتح و هى الأرض. قوله: (لمنعهم أن يكون له) أى لفعل
التعجب مصدر لكونه لإنشاء التعجب فأشبه ما لا مصدر له كنعم و بئس اه. دمامينى.
قوله:
(فما
مصدرية إلخ) أى و هى و مدخولها فى محل نصب مفعول فعل التعجب و أجاز بعضهم جعل ما
اسما (568)- صدره:
أقيم بدار الحزم ما دام حزمها
قاله أوس بن حجر من قصيدة من الطويل. و أنا مستتر فى أقيم. أى ما دامت
هى حازمة فى الإقامة فأنا أيضا حازم بها، فإذا تحولت هى فالأولى أن أتحول. و
الشاهد فى و أحر حيث فصل بينه و بين فاعله- و هو بأن أتحول- بالظرف فأجازه الجرمى
و منعه الأخفش.
[568] - عجز بيت لأوس بن حجر فى ديوانه ص 83 و تذكرة
النحاة ص 292 و المقاصد النحوية 3/ 649 و بلا نسبة فى أوضح المسالك 3/ 263. و صدر
البيت:
أقيم بدار الحزم ما دام حزمها
نام کتاب : حاشية الصبان على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك و معه شرح الشواهد للعيني نویسنده : الصبان الشافعي جلد : 3 صفحه : 38