نام کتاب : حاشية الصبان على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك و معه شرح الشواهد للعيني نویسنده : الصبان الشافعي جلد : 3 صفحه : 352
إحداهما
اللفظ و مرجع الأخرى المعنى، و إما فرعية تقوم مقام الفرعيتين، و ذلك لأن فى الفعل
فرعية على الاسم فى اللفظ و هى اشتقاقه من المصدر، و فرعية فى المعنى و هى احتياجه
إليه، لأنه يحتاج إلى فاعل و الفاعل لا يكون إلا اسما، و لا يكمل شبه الاسم بالفعل
بحيث يحمل عليه فى الحكم إلا إذا كانت فيه الفرعيتان كما فى الفعل، و من ثم صرف من
الأسماء ما جاء على الأصل كالمفرد الجامد النكرة كرجل و فرس، لأنه خف فاحتمل زيادة
التنوين و ألحق به ما فرعية اللفظ و المعنى فيه من جهة واحدة كدريهم، و ما تعددت
فرعيته من جهة اللفظ كأجيمال، أو من جهة المعنى كحائض و طامث، لأنه لم يصر بتلك
الفرعية كامل الشبه بالفعل، و لم يصرف نحو أحمد إلخ) إنما لم يقتنع فى هذا الحكم
بكون الاسم فرعا من جهة واحدة لأن المشابهة بالفرعية غير ظاهرة و لا قوية إذ
الفرعية ليست من خصائص الفعل الظاهرة بل يحتاج فى إثباتها إلى تكلف، و كذا إثبات
الفرعية فى هذه الأسماء بسبب هذه العلل غير ظاهر فلم يكف واحدة منها إلا إذا قامت
مقام اثنتين، و كان إعطاء الاسم حكم الفعل أولى من العكس مع أن الاسم إذا شابه
الفعل فقد شابهه الفعل لأن الاسم تطفل على الفعل في ما هو من خواص الفعل، و إنما
لم يبن الاسم بمشابهة الفعل في ما ذكر لضعفها إذ لم يشبه الفعل لفظا مع ضعف الفعل
فى البناء و لم يعط بها عمل الفعل لأنه لم يتضمن معنى الفعل الطالب للفاعل و
المفعول اه يس. و اعلم أن معنى فرعية الشىء كونه فرعا عن غيره لكنها هنا تارة
يراد منها الكون فرعا و تارة يراد منها سبب الكون فرعا و قد استعمل الشارح الأمرين
فتنبه. قوله: (و هى اشتقاقه من المصدر) و على القول بأن المصدر مشتق من الفعل تكون
فرعية اللفظ التركيب فى معناه كذا قال بعضهم. و فيه تأمل لأن التركيب جاء للفعل من
حيث المعنى كما اعترف به لا من حيث اللفظ، على أن كثيرا من الأسماء يدل على شيئين
بل أشياء كضارب و أكرم اه دنوشرى. قوله: (احتياجه) أى الفعل إليه أى الاسم. قوله:
(و لا يكمل إلخ) من تمام التعليل. قوله: (فى الحكم) و هو منع التنوين الدال على
الأمكنية. قوله: (ما جاء على الأصل) أى عدم المشابهة. قوله: (ما فرعية اللفظ و
المعنى فيه) أى ما الفرعية التى مرجعها اللفظ و الفرعية التى مرجعها المعنى فيه
إلخ.
قوله:
(كدريهم) فإن فرعية اللفظ فيه صيغة فعيعل فدريهم فرع من درهم و فرعية المعنى
التحقير اه يس أى و التحقير فرع عن عدمه أى و هاتان الفرعيتان من جهة واحدة و هى
التصغير بمعنى أن كلا منهما نشأ عن التصغير الذى هو فعل الفاعل. قوله: (كأجيمال)
تصغير أجمال جمع جمل فإن فيه فرعيتين التصغير الذى هو فرع التكبير و الجمع الذى هو
فرع الإفراد و هما من جهة اللفظ. قوله: (كحائض و طامث) بمعنى حائض فإن فيهما
فرعيتين التأنيث الذى هو فرع التذكير و الوصف الذى هو فرع الموصوف و جهتهما المعنى
كذا قال البعض تبعا لزكريا، قال شيخنا: لكن فيه أنه سيأتى أن التأنيث من العلل
الراجعة إلى اللفظ و الأحسن أن يقال لزوم التأنيث اه. و سيصرح هذا البعض فى الكلام
على قول المصنف كذا مؤنث إلخ بأن التأنيث مطلقا من العلل اللفظية، و وجهه أن
المؤنث تأنيثا معنويا مقدر فيه تاء التأنيث كما سيأتى. لا يقال: هلا منع حينئذ صرف
نحو حائض للفرعيتين اللفظية و المعنوية. لأنا نقول: سيأتى أنه لا عبرة بالتأنيث
بالتاء مع الوصفية لصحة تجريد الوصف عنها بخلاف العلم. قوله:
نام کتاب : حاشية الصبان على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك و معه شرح الشواهد للعيني نویسنده : الصبان الشافعي جلد : 3 صفحه : 352