و بعد أداة جزاء غير إما اه. قال شيخنا و ينبغى أن تزاد سادسة و هى
امتناع التوكيد كالمضارع المنفى الواقع جواب القسم نحو: و اللّه لا تفعل كذا، و
المضارع الحالى نحو: و اللّه ليقوم زيد الآن، و المضارع المفصول من لام القسم كما سيذكره
الشارح. قال فى النكت: أورد على الناظم نحو قولك للعاطس:
يرحمك اللّه. و قوله تعالى:وَ الْمُطَلَّقاتُ
يَتَرَبَّصْنَ [البقرة:
228] و نحو ذلك مما أوقع فيه الخبر موقع الطلب فإنه يصدق عليه أنه يفعل آتيا ذا
طلب و لا يجوز توكيده، فلو قال بفعل المقترن بنهى أو استفهام إلخ لكان أولى اه. و
يجاب بأنا لا نسلم أن الطلب في ما أورده بالفعل وحده كما هو فرض الكلام بل بالجملة
لأنها من الجمل الخبرية المستعملة فى الإنشاء و لئن سلم أن الطلب فيه بالفعل وحده
فالمراد ذا طلب بأداة كلام الأمر و لا الناهية و الطلب في ما أورده ليس كذلك
فاعرفه و ذا طلب حال من ضمير آتيا.
قوله: (هلا تمنن) أصله تمنين فلما أكد بالنون حذفت نون الرفع
تخفيفا فالتقى ساكنان الياء و النون فحذفت الياء و ذى سلم موضع بالحجاز اه زكريا و
غير مخلفة حال من الياء المحذوفة. قوله: (تريننى) فيه الشاهد و أصله قبل نون التوكيد
ترأيين بقلب حركة الهمزة إلى الراء ثم حذفت الهمزة فصار تريين فقلبت الياء ألفا
لتحركها و انفتاح ما قبلها ثم حذفت لالتقاء الساكنين فصار ترين فلما أكد بالنون
حذفت نون الرفع لتوالى الأمثال و كسرت الياء للتخلص من الساكنين و لم تحذف لعدم ما
يدل عليها، فلما أتى بياء المتكلم لحقت نون الوقاية فصار تريننى و يوم ظرف لغو
متعلق بتريننى.
قوله: (أو استفهاما) أى بجميع أدواته اسمية كانت أو حرفية خلافا
لمن خصه بالهمزة و هل اه (745)- هو من البسيط. و الشاهد فى هلا تمنن حيث أكد الفعل
بنون التأكيد الخفيفة بعد حرف التحضيض. و أصله تمنين خطاب للمؤنث، فلما دخلت عليه
هلا التى للطلب سقطت النون و صار هلا تمنى، ثم لما دخلت عليه نون التأكيد الخفيفة
و هى ساكنة التقى ساكنان و هما النون و الياء، فحذفت الياء فصار هلا تمنن. و غير
نصب على الحال. و ذى سلم اسم موضع بالحجاز. و قيل اسم واد بها. فكأنها قد وافته فى
الأيام التى كانوا مربعين فى ذى سلم، ثم شرعت تخلف، فلذلك خاطبها بهذا الخطاب.
(746)- هو من الطويل. و الشاهد فى تريننى حيث أكده بالنون
الثقيلة لوقوع الفعل بعد التمنى، و هو خبر ليت و اللام فى لكى للتعليل، و كى
بمنزلة أن المصدرية معنى و عملا، و ليست بحرف تعليل، إذ لو كانت كذلك لما دخلها
حرف تعليل. و الهائم: المتحير فى العشق.
[745] - البيت بلا نسبة فى أوضح المسالك 4/ 99 و
المقاصد النحوية 4/ 322 و همع الهوامع 2/ 78.
[746] - البيت بلا نسبة فى أوضح المسالك 4/ 100 و
المقاصد النحوية 4/ 323 و همع الهوامع 2/ 78.
نام کتاب : حاشية الصبان على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك و معه شرح الشواهد للعيني نویسنده : الصبان الشافعي جلد : 3 صفحه : 329