و قال الفراء فى قوله تعالى:ناقَةَ اللَّهِ وَ
سُقْياها [الشمس:
13] نصب الناقة على التحذير، و كل تحذير فهو نصب، و لو رفع على إضمار هذه لجاز فإن
العرب قد ترفع ما فيه معنى التحذير اه.
خاتمة: قال فى التسهيل: ألحق بالتحذير و الإغراء فى التزام إضمار
الناصب مثل و شبهه نحو كليهما و تمرا. و امرأ و نفسه. و الكلاب على البقر. و أحشفا
و سوء كيلة. و من أنت زيدا. و كل شىء و لا هذا. و لا شتيمة حر. و هذا و لا
زعماتك. و إن تأت فأهل الليل و أهل النهار. و مرحبا و أهلا و سهلا. و عذيرك، و
ديار الأحباب: بإضمار أعطنى، و دع، و أرسل، و أتبيع، و تذكر،قوله: (قد يرفع المكرر إلخ)
مثل المكرر المتعاطفان كما أشار إليه بنقل كلام الفراء. قوله: (مثل و شبهه) قال البعض:
لم يمثل لشبهه المثل و مثاله انتهوا خيرا لكم اه. و فى كلام شيخنا السيد ما يرده
حيث قال: قوله و امرءا و نفسه هذا من شبه المثل كما فى الدمامينى، و كذا عذيرك و
ديار الأحباب و أن تأتنى فأهل الليل و أهل النهار و مرحبا و أهلا و سهلا و هذا و
لا زعماتك و كل شىء و لا هذا، ثم قال:
و لو أخر ذكر جميع أشباه المثل عن ذكر جميع الأمثال لكان أنسب اه
ملخصا، و ذكر شيخنا أيضا أن امرءا و نفسه شبه مثل. قوله: (كليهما و تمرا) هذا مثل
و أصله أن إنسانا خير بين شيئين فطلبهما جميعا و طلب الزيادة عليهما اه دمامينى.
قوله: (و الكلاب على البقر) مثل معناه خل الناس خيرهم و شرهم و اغتنم أنت طريق
السلامة. قوله: (و أحشفا و سوء كيلة) بكسر الكاف كالجلسة للهيئة و هو مثل لمن يظلم
الناس من وجهين. قوله: (و من أنت زيدا) مثل لمن يذكر عظيما بسوء.
قوله: (بإضمار أعطنى إلخ) ساق الأفعال الناصبة للمنصوبات المتقدمة
على ترتيبها فى الذكر السابق فأعطنى ناصب كليهما و تمرا و ظاهر كلامه أن تمرا
معطوف على كليهما لأنه لم يقدر له ناصبا و قدر غيره و زدنى تمرا فيكون من عطف
الجمل و دع هو ناصب امرءا، و أما نفسه فيحتمل أن يكون معطوفا و أن يكون مفعولا
معه، و أرسل هو ناصب الكلاب على البقر و أتبيع ناصب حشفا و أما سوء كيلة فيحتمل
أن (735)- هما
من الخفيف. لجديرون أى لائقون و إحريون و هو خبر إن، و السلاح مقول القول. و فيه
الشاهد إذ أصله حد السلاح، لأن مقول القول يكون جملة ثم يرفع لأن العرب ترفع ما
فيه معنى التحذير و إن كان حقه النصب.
النجدة- بكسر النون- الشجاعة.
[735] - البيتان بلا نسبة فى الخصائص 3/ 102 و المقاصد
النحوية 4/ 306 و همع الهوامع 1/ 170.صبان، محمد بن على، حاشية الصبان
على شرح الأشمونى على ألفية ابن مالك و معه شرح الشواهد للعيني، 4جلد، المكتبة
العصرية - بيروت - لبنان، چاپ: 1.
نام کتاب : حاشية الصبان على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك و معه شرح الشواهد للعيني نویسنده : الصبان الشافعي جلد : 3 صفحه : 300