الشواب، و فيه شذوذان: مجى‌ء التحذير فيه للغائب و إضافة إيا إلى ظاهر و هو الشواب، و لا يقاس على ذلك كما أشار إلى ذلك قوله: (و عن سبيل القصد من قاس انتبذ) أى من قاس على إياى و إياه و ما أشبههما فقد حاد عن طريق الصواب اه.

تنبيه: ظاهر كلام التسهيل أنه يجوز القياس على إياى و إيانا فإنه قال: ينصب محذر إياى و إيانا معطوفا عليه المحذور فلم يصرح بشذوذ و هو خلاف ما هنا.

من الأحكام، فلا يلزم ستر عامله إلا مع العطف. كقوله: المروءة و النجدة بتقدير الزم، أو التكرار كقوله:

[734]-

أى الزم أخاك. و يجوز إظهار العامل فى نحو الصلاة جامعة، إذ الصلاة نصب على الإغراء بتقدير احضروا، و جامعة حال، فلو صرحت باحضروا جاز.

و ذكر الرضى أن المحذر منه المكرر يكون ظاهرا نحو: الأسد الأسد و سيفك سيفك، و مضمرا نحو:

إياك إياك و إياه إياه و إياى إياى. قوله: (و إضافة إيا إلى ظاهر) يقتضى أن إيا فى نحو إياه مضافة للهاء مع أنها حرف غيبة و الضمير إيا و هو غير مضاف فلعل ما ذكره قول، أو أراد بالإضافة الربط و التعلق اه سم. و قد يمنع الاقتضاء و ما ترجاه هو الواقع كما مر فى باب الضمير. قوله: (مغرى به) و لا يكون الإغراء إلا للمخاطب، و قيل: جاء قليلا للغائب نحو فعليه بالصوم و للمتكلم نحو: علىّ زيدا. و أول فعليه بالصوم بأن الأمر للمخاطب أى ألزموه الصوم أو دلوه عليه مثلا أفاده سم أى و كذا يؤول علىّ زيدا أى ألزمونى زيدا و نحو ذلك، و سيأتى فى الباب الآتى كلام آخر فى قوله فعليه بالصوم. قوله:

(و النجدة) بفتح النون أى الشجاعة. قوله: (نصب على الإغراء إلخ) و يجوز رفعهما على الابتداء و الخبر و رفع الأول على الابتداء مع حذف الخبر أو على الخبرية لمحذوف، و نصب جامعة على الحالية و نصب الأول على الإغراء و رفع الثانى على الخبرية لمحذوف.

(734)- قاله مسكين الدارمى من الطويل. و الشاهد فى أخاك حيث نصبه على الإغراء: أى الزم أخاك. و التكرار للتأكيد. و الهيجاء: الحرب يمد و يقصر، و هنا بالقصر.

[734] - البيتان لمسكين الدارمى فى ديوانه ص 29 و المقاصد النحوية 4/ 305 و بلا نسبة فى أوضح المسالك 4/ 79 و شرح شذور الذهب ص 288 و شرح قطر الندى ص 134 و الكتاب 1/ 256.