الندبةهى بضم النون مصدر ندب الميت إذا ناح عليه و ذكر خصاله الحميدة اه
الدمامينى. و أكثر من يتكلم بها النساء لضعفهن عن احتمال المصائب قاله الأخفش
فارضى. قوله: (ما للمنادى اجعل لمندوب) فيه إشارة إلى أنه فى المعنى ليس بمنادى و
هو كذلك لأنه لم يطلب إقباله و من ثم منعوا فى النداء يا غلامك لأن خطاب أحد
المسميين يناقض خطاب الآخر و لا يجمع بين خطابين. و أجازوا فى الندبة و اغلامك
تصريح. و قال الطبلاوى: المراد بالمنادى فى قوله ما للمنادى إلخ المنادى المخصوص
اه. و فيه ميل إلى أن المندوب من المنادى و به صرح الفارضى نقلا عن ابن يعيش. و
الظاهر أنه لا ينافى كلام التصريح لأن كون المندوب منادى باعتبار اللفظ فتدبر. ثم
رأيت الرضى صرح بأن المندوب و المتعجب منه ليسا مناديين حقيقة بل هما مناديان
مجازا. قال: فإذا قلت يا محمداه فكأنك تناديه و تقول له تعال فإنى مشتاق إليك، و
إذا قلت: و احزناه كأنك تناديه و تقول له احضر حتى يعرفك الناس فيعذرونى فيك، و
إذا قلت: يا للماء كأنك تناديه و تقول له احضر حتى يتعجب منك اه ببعض تغيير. قوله:
(و هو المتفجع عليه) أى بوا أو يا ليخرج نحو تفجعت على زيد سم و التفجع إظهار
الحزن. قوله: (بجدب) بالدال المهملة أى قحط. قوله: (أو المتوجع له) أدرجه صاحب
التصريح و شارح الجامع فى المتوجع منه لأنهماشواهد الندبة (708)- صدره:
حملت أمرا عظيما فاصطبرت له
ذكر مستوفى فى شواهد النداء. و الشاهد فى يا عمرا حيث ألحق فى آخره
ألف الندبة.
(709)- الظاهر أن هذا من أشعار المحدثين الذين لا يحتج
بهم. و الاستشهاد فيه فى قوله و اكبدا، و ذلك أن المندوب
[708] - عجز بيت لجرير فى ديوانه ص 236 و المقاصد
النحوية 4/ 229 و شرح قطر الندى ص 222 و همع الهوامع 1/ 180.
و صدره:
حملت أمرا عظيما فاصطبرت له
[709] - صدر بيت لمجنون ليلى فى ديوانه ص 35 و شرح عمدة
الحافظ ص 291 و الأغانى 2/ 37 و شرح التصريح 2/ 281.
نام کتاب : حاشية الصبان على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك و معه شرح الشواهد للعيني نویسنده : الصبان الشافعي جلد : 3 صفحه : 261