(و مثله فى ذلك (اسم ذو تعجب ألف) بلا فرق كقولهم يا للماء و يا للدواهى إذا تعجبوا من كثرتهما. و يقال: يا للعجب، و يا عجبا لزيد، و يا عجب له.

تنبيه: جاء عن العرب فى نحو يا للعجب فتح اللام باعتبار استغاثته و كسرها باعتبار الاستغاثة من أجله و كون المستغاث محذوفا.

خاتمة فى مسائل متفرقة: الأولى: إذا وقف على المستغاث أو المتعجب منه حالة إلحاق الألف جاز الوقف بهاء السكت.

الثانية: قد يحذف المستغاث فيلى يا المستغاث من أجله لكونه غير صالح لأن يكون مستغاثا كقوله:

[707]-

أى يا لقومى لأناس.

الثالثة: قد يكون المستغاث مستغاثا من أجله نحو يا لزيد لزيد. أى أدعوك لتنصف من نفسك. و اللّه أعلم.

بحذف ياء المتكلم و الدلالة بالكسرة عليها. قوله: (فى ذلك) أى المذكور فى المتن من أحكام المستغاث، هذا هو الذى ينبغى، لا ما قاله البعض فانظره، و قوله: ذو تعجب أى منه ذاتا أو صفة و ظاهر كلامه أن الاستغاثة غير باقية بل التركيب مستعمل فى محض التعجب، و يحتمل أنها باقية و أشرب اللفظ معها معنى التعجب و يدل عليه ما فى التنبيه الآتى.

قوله: (و يا عجبا لزيد) لا يخفى أن زيدا مستغاث من أجله ففيه متعلق لامه الأقوال المتقدمة فى متعلق لام المستغاث من أجله و المعنى أدعوك لزيد ليراك فعلم ما فى كلام البعض. قوله: (باعتبار استغاثته) أى الاستغاثة به مجازا تشبيها له بمن يستغاث حقيقة قاله الدمامينى أى يا عجب احضر فهذا و قتك. قوله:

(و كون المستغاث محذوفا) و الأصل يا لقومى للعجب، و على الوجهين المذكورين فى الشرح فتح لام يا للدواهى و كسرها. قوله: (كقوله يا لأناس إلخ) المثابرة: المواظبة، و التوغل: التعمق، و البغى:

الظلم، و العدوان: التعدى الفاحش.

و إنما كان ما ولى يا غير صالح لكونه مستغاثا مع صحة نداء الناس فى الجملة لكونهم مهجوين بالوصف الذى وصفهم به فلم يقصدوا للاستنصار لأن العاقل لا يهجو من يستنصر به. أفاده الدمامينى.

المستغاث من أجله. و للغفلات عطف عليه و الأريب: العالم بالأمور.

(707)- هو أيضا من البسيط. الشاهد فى لأناس فإنه مستغاث به اتصل بيا مجرورا باللام المكسورة و حذف منه المستغاث و التقدير يا لقومى لأناس. و المثابرة المواظبة. و التوغل بتشديد الغين المعجمة التعمق فى الدخول فى الشى‌ء. و البغى: الظلم. و العدوان: التعدى الفاحش.

[707] - البيت بلا نسبة فى المقاصد النحوية 4/ 271 و همع الهوامع 1/ 181.