و لا يندب إلا العلم و نحوه كالمضاف إضافة توضح المندوب كما يوضح
الاسم العلم مسماه (و ما نكر لم يندب) فلا يقال وارجلاه خلافا للرياشى فى إجازته
ندبة اسم الجنس المفرد. و ندر واجبلاه (و لا) يندب (ما أبهما) و ذلك اسم الإشارة و
الموصول بما لا يعينه، فلا يقال واهذاه،قسماه إلى ما هو محل الألم
كوارأساه و إلى ما هو سبب الألم كوامصيبتاه. قوله: (و اضاربا عمرا) نظر فى التمثيل
به بأنه مناف لما سيأتى من أنه لا يندب المنكر، و كذا يقال فى قوله الآتى و فى
المشبه به واثلاثة و ثلاثينا إلا أن يقال: المراد المجعول علما كما صرح به الشارح
فى باب النداء.
قوله: (و لا يندب إلا العلم إلخ) حاصله أنه ليس كل منادى يصح ندبه
بل إنما يندب ما ليس نكرة و لا مبهما من علم و مضاف إلى معرفة توضح بها و موصول
بما يعينه خال من أل نحو: وازيداه واغلام زيداه و امن حفر بئر زمزماه. و ظاهر
كلامه ندبة العلم و لو كان غير مشهور و فى الرضى: لا يندب إلا المعروف علما كان أو
لا فلو كان علما غير مشهور لم يندب. قوله: (كما يوضح الاسم العلم مسماه) مراده
بالاسم ما قابل الصفة لا ما قابل الكنية و اللقب، و حينئذ فقوله: العلم من ذكر
الخاص بعد العام كما هو المناسب. و فى نسخ سقوط لفظ مسماه و عليها يقرأ يوضح
بالبناء للمفعول و هى التى كتب عليها البعض ما نصه: قوله كما يوضح الاسم العلم أى
بالصفة فى نحو قولك جاء زيد التاجر. قوله: (اسم الجنس المفرد) خرج المضاف نحو:
واغلام زيداه فتجوز ندبته اتفاقا لكنه أى المضاف يشمل نحو:
واغلام رجلاه و لا يندب مثله على الصحيح و الرياشى يجيزه و ندبة كل
نكرة، أو المنع، إنما هو فىبعد يا أو وا متفجعا لفقده حقيقة كما مر فى شعر جرير، أو حكما كقول
عمر بن الخطاب رضى اللّه عنه:
واعمراه حين أعلمه بجدب شديد أصاب قوما من العرب، أو توجعا لكونه محل
ألم كما فى قوله: واكبدا.
(710)- نسبه الكسائى لبعض بنى أسد. و بعده:
أ إبلى يأخذها كروّس
كلمة وا للندبة. و الشاهد فى تنوين فقعسا فإنه لما اضطر نوّنه بالنصب.
قال ابن مالك: كذا روى بالنصب، و لو قيل بالضم جاز. و فقعس اسم حى من أسد، و كروس
بفتح الكاف و الراء و تشديد الواو اسم رجل، و كان قد أغار على إبله فلذلك ندبه
بقوله وافقعسا، و منهم من فسره باسم رجل و أنه قد مات، و الأول أظهر.
و عجزه:
و من زفرات ما لهن فناء
[710] - الرجز لرجل من بنى أسد فى المقاصد النحوية 4/
272 و بلا نسبة فى همع الهوامع 1/ 172، 179.
نام کتاب : حاشية الصبان على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك و معه شرح الشواهد للعيني نویسنده : الصبان الشافعي جلد : 3 صفحه : 262