الثانى: علم مما ذكر أن كسر اللام مع المستغاث من أجله واجب على
الأصل و هو ظاهر فى الأسماء الظاهرة، و أما المضمر فتفتح معه إلا مع الياء نحو يا
لزيد لك، و إذا قلت يا لك احتمل الأمرين. و قد قيل فى قوله: فيا لك من ليل: إن
اللام فيه للاستغاثة. الثالث: فيما تتعلق به لام المستغاث من أجله خلاف، فقيل:
بحرف النداء. و قيل بفعل محذوف أى أدعوك لزيد. و قيل:
بحال محذوفة أى مدعوا لزيد. الرابع: قد يجر المستغاث من أجله بمن
كقوله:
قوله: (مع المعطوف المذكور) أى مع المعطوف الذى هو مستغاث أعم من
أن يكون مستغاثا لعطفه على المستغاث من غير تكرار يا أو لكون يا تكررت معه بقرينة
قوله: و قد اجتمعا فى قوله إلخ. قوله: (يا لعطافنا إلخ) عطاف و رياح براء مكسورة
فتحتية مخففة و أبو الحشرج أسماء رجال يرثيهم الشاعر.
و النفاح كثير النفح أى الإعطاء كما فى القاموس. و فيه أيضا نفح
الطيب فاح فعلم تسمح من فسر النفح بالرائحة الذكية. قوله: (احتمل الأمرين) أى كون
المخاطب مستغاثا و مستغاثا من أجله. قوله: (إن اللام فيه للاستغاثة) أى و كل من
لام المستغاث و لام المستغاث من أجله تسمى لام الاستغاثة فهذا الذى قبل يؤيد ما
ذكره من احتمال يا لك للأمرين. قوله: (فقيل بحرف النداء إلخ) قال البعض تبعا
لشيخنا:
لم يذهب أحد هنا إلى التعلق بفعل النداء لئلا يلزم عمل الفعل فى
ضميرى متكلم اه.
أقول هذا باطل لأن العمل المذكور إنما يلزم إذا كان المستغاث من
أجله ياء المتكلم و هو فى هذه الصورة غير مضر لما مر من أن العمل المذكور إنما
يمتنع إذا كان على وجه كون الثانى مفعولا به و المستغاث من أجله ليس مفعولا به كما
تقدم و حينئذ لا مانع من القول بتعلق لام المستغاث من أجله بفعل النداء فاعرف ذلك.
ثم رأيت السيوطى حكاه مع بقية الأقوال فى متن جمع الجوامع و شرحه فلله الحمد.
قوله: (بفعل محذوف) أى مقدر بعد المستغاث و الكلام على هذا جملتان
بخلافه على الأول و الثالث.
قوله: (قد يجر المستغاث من أجله بمن) أى إذا كان مستنصرا عليه فإن
كان مستنصرا له تعين جره باللام و إذا جر الأول بمن وجب تعلقها بفعل من مادة
التلخيص أو الإنصاف أو نحوهما أفاده الدمامينى (703)- هو من أبيات الكتاب. و تمامه:
و أبو الحشرج الفتى النفاح
و عطاف و رباح و أبو الحشرج أسماء رجال يرثيهم الشاعر و اللام فى
لعطافنا مفتوحة لأنه مستغاث و كذلك فى و يا لرياح لتكرار يا. و فى أبى الحشرج تركت
اللام و الياء و أصله و يا لأبى الحشرج.
[703] - البيت بلا نسبة فى الكتاب 2/ 216، 217 و
المقاصد النحوية 4/ 268 و المقتضب 2/ 257 و همع الهوامع 1/ 180.
نام کتاب : حاشية الصبان على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك و معه شرح الشواهد للعيني نویسنده : الصبان الشافعي جلد : 3 صفحه : 258