أبدل كيف يلتقيان من حاجة و أخرى أى: إلى اللّه أشكو هاتين
الحاجتين تعذر التقائهما.
و جعل منه الناظم نحو: عرفت زيدا أبو من هو.
خاتمة فى مسائل متفرقة من التسهيل و شرحه: الأولى: قد يتحد البدل و
المبدل منه لفظا إذا كان مع الثانى زيادة بيان كقراءة يعقوب:وَ تَرى كُلَّ أُمَّةٍ
جاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعى إِلى كِتابِهَا [الجاثية: 28] بنصب كل الثانية، فإنها قد اتصل بها ذكر سبب الجثو.
الثانية: الكثير كون البدل معتمدا عليه، و قد يكون فى حكم الملغى كقوله:
إن السّيوف غدوّها و رواحها
تركت هوازن مثل قرن الأعضب «*»
و مثل به فى التصريح لبدل الاشتمال و هو مبنى على أن الأمر بالشىء
يستلزم النهى عن ضده. قال الدمامينى: لا تتعين التبعية فى البيت لجواز أن يكون
مجموع الجملتين هو المقول و كل واحدة جزء المقول اه .. قال فى التصريح: و سكتوا عن
اشتراط الضمير فى بدل البعض فى الاشتمال فى الأفعال و الجمل لتعذر عود الضمير
عليها. قوله: (إبدالها من المفرد) إنما صح ذلك لرجوع الجملة فى التقدير إلى المفرد
كما فى التصريح. قوله: (أبدل كيف يلتقيان إلخ) الظاهر أنه بدل اشتمال و كذا فى
عرفت زيدا أبو من هو. قوله: (تعذر التقائهما) أشار بذلك إلى أن الجملة فى تأويل
المفرد و إلى أن الاستفهام تعجبى، قال الدمامينى: و يحتمل أن يكون كيف يلتقيان
جملة مستأنفة نبه بها على سبب الشكوى.
قوله: (أبو من هو) أبو مبتدأ و من مضاف إليه و هو خبر و الجملة بدل
من زيدا بدل اشتمال لا مفعول ثان لأن عرف إنما يتعدى إلى مفعول واحد. قوله: (سبب
الجثو) هو دعاء كل أمة إلى قراءة كتابها. قوله: (كون البدل معتمدا عليه) أى اعتمد
عليه ما بعده فى الحالة التى له من تذكير و تأنيث و غيرهما نحو: إن زيدا عينه حسنة
و إن هندا جفنها فاتر بنصب العين و الجفن، فأنث الخبر فى الأول و ذكر فى الثانى و
لو لا أن المعتمد عليه فى ذلك هو البدل لوجب التذكير فى الأول و التأنيث فى الثانى
اه ..
دمامينى و فى كلام البعض أن الخبر عند اعتماد البدل للبدل و عند
اعتماد المبدل منه للمبدل منه و فيه نظر إلا أن يراد بكون الخبر للبدل أن البدل هو
المخبر عنه فى المعنى فتأمل. قوله: (تركت) فيه الشاهد فإنه (670)- قاله الفرزدق فيما زعم بعضهم من الطويل و إلى يتعلق
بأشكو و بالمدينة صفة حاجة و أخرى أى و أشكو حاجة أخرى فى الشام. و الشاهد فى كيف
يلتقيان فإنه بدل من قوله حاجة و أخرى كأنه قال: إلى اللّه أشكو هاتين الحاجتين
تعذر التقائهما.
[670] - البيت للفرزدق فى المقاصد النحوية 4/ 201 و بلا
نسبة فى أوضح المسالك 3/ 408 و مغنى اللبيب 1/ 27، 426 و المقتضب 2/ 329، و همع
الهوامع 2/ 128.
(*) البيت للأخطل فى ديوانه ص 329 و بلا نسبة فى
جمهرة اللغة ص 354.
نام کتاب : حاشية الصبان على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك و معه شرح الشواهد للعيني نویسنده : الصبان الشافعي جلد : 3 صفحه : 205