عندى و إن أقره شيخنا نظر لأن الظاهر أنه ليس مرادهم بالاشتمال ما
يعم اشتمال الكل على جزئه و إلا لزم أن كل بدل بعض بدل اشتمال.
قوله: (و القياس يقتضيه) و مثله الشاطبى بنحو إن تطعم زيدا تكسه
أكرمك. قوله: (تبدل الجملة من الجملة إلخ) أى إذا كانت الثانية أو فى من الأولى
بتأدية المراد على ما قاله الدنوشرى و أقره شيخنا، و الفرق بين بدل الفعل و بدل
الجملة أن الفعل يتبع ما قبله فى إعرابه لفظا أو تقديرا، و الجملة تتبع ما قبلها
محلا إن كان له محل و إلا فإطلاق التبعية عليها مجاز كذا فى التصريح، قال فى
المغنى: جوز أبو البقاء فى قوله تعالى:مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ [البقرة: 253] كونه بدلا من فضلنا بعضهم على بعض ورده بعض المتأخرين
بأن الجملة الاسمية لا تبدل من الفعلية و لم يقم دليل على امتناع ذلك اه .. بقى
إبدال الفعل من اسم يشبهه و العكس و إبدال مفرد من جملة و حرف من مثله، أما الأول
فجوزه ابن هشام نحو زيد متق يخاف اللّه أو يخاف اللّه متق، و أما الثانى فجوزه أبو
حيان و جعل منه:وَ لَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً قَيِّماً [الكهف: 1] فجعل قيما بدلا من جملة و لم يجعل له عوجا، و أما الثالث
فأثبته سيبويه و جعل منهأَ يَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ [المؤمنون: 35] الآية فجعل أن الثانية بدلا من الأولى لا توكيدا و
الظاهر ما مر فى باب التوكيد أن هذا من توكيد الضمير مع إعادة ما اتصل به.
قوله: (نحوأَمَدَّكُمْ بِما تَعْلَمُونَإلخ) فجملةأَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ
وَ بَنِينَإلخ
بدل من جملة أمدكم بما تعلمون و لا يخفى أنها صلة الذى فى قوله:وَ اتَّقُوا الَّذِي
أَمَدَّكُمْ بِما تَعْلَمُونَ [الشعراء: 132] فلا محل لها فإطلاق التبعية على ما بعدها مجاز لما
مر عن التصريح. و قال الدمامينى و الشمنى: إطلاقها عليه بالمعنى اللغوى لا
الاصطلاحى، و مثل بالآية فى التصريح لبدل البعض و هو الظاهر لأن ما يعلمونه أعم من
المفصل المذكور بعده إلا أن يقال: المراد به خصوص المفصل فيكون عاما مرادا به
الخصوص. قوله:
(أقول
له ارحل لا تقيمن عندنا) التمثيل به لبدل الكل مبنى على أن الأمر بالشىء عين
النهى عن ضده، (669)- تمامه:
و إلا فكن فى السّرّ و الجهر مسلما
هو من الطويل. و الشاهد فى قوله لا تقيمن فإنه جملة بدل عن جملة و هى
قوله ارحل قوله و إلا أى و إن لم ترحل و الفاء جواب الشرط و مسلما خبر كان.
[669] - صدر بيت بلا نسبة فى شرح شواهد المغنى 2/ 839 و
مغنى اللبيب 2/ 426 و المقاصد النحوية 4/ 200. و عجزه:
و إلا فكن فى السر و الجهر مسلما
نام کتاب : حاشية الصبان على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك و معه شرح الشواهد للعيني نویسنده : الصبان الشافعي جلد : 3 صفحه : 204