responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حاشية الصبان على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك و معه شرح الشواهد للعيني نویسنده : الصبان الشافعي    جلد : 3  صفحه : 132

 

يميد إذا والت عليه دلاؤهم‌

 

فيصدر عنه كلّها و هو ناهل‌

 

«*» و قوله: كليهما و تمرا: أى أعطنى كليهما، و أما قوله:

فلما تبيّنّا الهدى كان كلنا

 

على طاعة الرحمن و الحق و التقى‌

 

فاسم كان ضمير الشأن لا كلنا. الرابعة: يلزم تابعية كل بمعنى كامل و إضافته إلى مثل متبوعه مطلقا نعتا لا توكيدا، نحو: رأيت الرجل كل الرجل، و أكلت شاة كل شاة. الخامسة: يلزم اعتبار المعنى فى خبر كل مضافا إلى نكرة نحو: كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ‌ [العنكبوت: 57] كُلُ‌ أول و كلهم مبتدأ ثان و قائم خبر المبتدأ الثانى و هو و خبره خبر الأول و المثال يكفى فيه الاحتمال فلا يقال يحتمل أن كلهم تأكيد للقوم لا مبتدأ.

قوله: (يميد) أى يضطرب و الضمير فيه و فى عليه و عنه لماء البئر و فى نسخ عنها فيكون راجعا إلى البئر. و قوله: فيصدر أى يذهب عنه كلها أى كل من الجماعة أصحاب الدلاء هو ناهل أى ريان.

قوله: (لا كلنا) أى حملا على الكثير لأنه إذا جعل اسم كان ضمير الشأن كان كلنا مبتدأ مخبرا عنه بقوله على طاعة الرحمن و الجملة خبر كان و إذا جعل كل اسما لكان كان استعمالا لها على ما ثبت لها بقلة.

قوله: (يلزم تابعية كل) أى و لا يجوز قطعها و إن كانت كل التى بمعنى كامل نعتا و النعت يجوز قطعه و كأن وجه ذلك أن أصلها التوكيد و هو لا يقطع.

قوله: (بمعنى كامل) فيه أنها لو كانت بمعنى كامل لكان معنى قولنا جاء الرجل كل الرجل جاء الرجل كامل الرجل و فيه تهافت و يدفع بحمل المضاف إليه على الاستغراق. قوله: (إلى مثل متبوعه) أى لفظا و معنى كذا قالوا و مقتضى القياس على الاكتفاء فى أى الوصفية و الحالية بالإضافة إلى مثل الموصوف معنى فقط أن يكون هنا كذلك، إلا أن يفرق فتدبر. و قوله: مطلقا أى سواء تبع معرفة أو نكرة كما يرشد إليه تمثيله. قوله: (اعتبار المعنى) أى معنى كل و معناها بحسب ما تضاف إليه فيجب مطابقة الخبر للنكرة المضاف إليها كل.

قوله: (فى خبر كل) قيد بالخبر لأن ما فيه الضمير و ليس خبرا إن كان من جملة كل لزم اعتبار المعنى و إن كان من جملة أخرى لم يلزم اعتبار المعنى، و من هنا يعلم توجيه عدم المطابقة فى قوله تعالى: وَ عَلى‌ كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ‌ [الحج: 27] بجعل يأتين استئنافا لا صفة و كذا: مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ مارِدٍ لا يَسَّمَّعُونَ‌ [الصافات: 7- 8] مع أن جعل لا يسمعون صفة أو حالا فاسد معنى أيضا إذ لا معنى للحفظ من شياطين لا يسمعون و أوجب ابن هشام الجمع فى الكل المجموعى نحو أعطانى كل رجل فأغنونى إذا كان حصول الغنى من المجموع لا من كل واحد أفاده الدمامينى، و جمع الأمرين قوله تعالى:

وَ وُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ وَ هُوَ أَعْلَمُ بِما يَفْعَلُونَ‌ [الزمر: 70] فأفرد أولا و جمع ثانيا لدلالة كل نفس على متعدد ففى مفهوم الخبر تفصيل.


(*) البيت لكثير عزة فى ديوانه ص 506 و بلا نسبة فى مغنى اللبيب 1/ 195، و همع الهوامع 2/ 73.

نام کتاب : حاشية الصبان على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك و معه شرح الشواهد للعيني نویسنده : الصبان الشافعي    جلد : 3  صفحه : 132
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست